حقيقة علم آل محمد (ع) وجهاته - السيد علي عاشور - الصفحة ١٠٩
قلت لأصحابي: انتظروني حتى أدخل على أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) فأعزيه به.
فدخلت عليه فعزيته ثم قلت: انا لله وإنا إليه راجعون، ذهب والله من كان يقول: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) " فلا يسأل عن من بينه وبين رسول الله، لا والله لا يرى مثله أبدا.
قال: فسكت أبو عبد الله (عليه السلام) ساعة ثم قال: " قال الله تعالى: ان من عبادي من يتصدق بشق تمرة فأربيها له ".
فخرجت إلى أصحابي فقلت: ما رأيت أعجب من هذا، كنا نستعظم قول أبي جعفر (عليه السلام): " قال رسول الله.. " بلا واسطة، فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): " قال الله تعالى.. " بلا واسطة (1).
* أقول: لا يقال غاية الحديث ان الإمام الباقر (عليه السلام) لم يكن يسأل عن سلسلة الحديث ورواته عن رسول الله، وذلك لصدقه فكذلك الإمام الصادق (عليه السلام).
لأنا نقول: ان صدق الإمام الباقر (عليه السلام) وعدم اتهامه على أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الأمور المسلمة خاصة عند الشيعة، بل الأمر كذلك في كل أهل البيت (عليهم السلام).
فليس لكلامه محصل، لأن الإمام علي (عليه السلام) لا يسأل عن الواسطة والحسن والحسين وزين العابدين (عليهم السلام) كذلك، وهكذا بقية الأئمة، لذا لابد أن يحمل قول الراوي: " بلا واسطة " انه كان يعتقد ان الإمام الباقر (عليه السلام) يروي مباشرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وهكذا في الإمام الصادق (عليه السلام) فإنه يروي عن الله بلا واسطة ولا يتهم بذلك.
وسوف يأتي رواية النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) عن الله بلا واسطة.
- وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث المناجاة المشهور قال لمن اعترض عليه

١ - بحار الأنوار: ٤٧ / 337 ح 12 باب أحوال أصحابه وأهل زمانه 7 عن أمالي الطوسي: 78، وأمالي المفيد: 354 ذيل الكتاب مجلس 42 ح 7.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تمهيد: 9
2 وجوب معرفة علم الإمام (عليه السلام) 11
3 سبب اخفاء النبي (صلى الله عليه وآله) للعلم الرباني 13
4 الجهة الأولى: علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 17
5 مراتب علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 19
6 وجوه الجمع بين أحاديثهم الصعبة 21
7 الجهة الثانية: زمان علم آل محمد (عليهم السلام) 23
8 الجهة الثالثة: ماهية علم آل محمد (عليهم السلام) 31
9 العلم الكسبي الحصولي 33
10 العلم اللدني 35
11 الآيات الدالة على العلم اللدني 35
12 الأحاديث الدالة على العلم اللدني 53
13 الدليل العقلي 55
14 الفرق بين العلم اللدني الحضوري والكسبي الحصولي 57
15 العلم الإرادي 61
16 تمحيص الاحتمالات 63
17 شبهات حول العلم اللدني 69
18 رد الشبهات 70
19 الجهة الرابعة: منبع ومصدر حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 79
20 الطائفة الأولى: ما دل أن مصدر علمهم القرآن والكتاب 79
21 الطائفة الثانية: ان علمهم من ليلة القدر 81
22 الطائفة الثالثة: ان علمهم من عامود النور 83
23 الطائفة الرابعة: ان علمهم وراثة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 85
24 الطائفة الخامسة: ان علمهم بواسطة القذف والنقر 87
25 الطائفة السادسة: ان علمهم بالإلهام 91
26 الطائفة السابعة: في أنهم محدثون 93
27 الطائفة الثامنة: ان علمهم بواسطة الوحي وجبرائيل 95
28 الطائفة التاسعة: ان علمهم بواسطة الروح 101
29 الطائفة العاشرة: ان علمهم بلا واسطة بل من الله بالمباشرة 105
30 الترجيح بين الطوائف العشر 113
31 الجهة الخامس: كيفية حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 119
32 الجهة السادسة: سعة علم آل محمد (عليهم السلام) 121
33 الاحتمال الأول: انهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ 121
34 الاحتمال الثاني: علمهم بالكتاب والقرآن الكريم 123
35 الاحتمال الثالث: عندهم علم السماوات والأرض والجنة وكل غائبة فيهم 125
36 الاحتمال الرابع: علمهم بما هو كائن ويكون 127
37 الاحتمال الخامس: علمهم بما يحتاج إليه الناس وبأمورهم 129
38 الاحتمال السادس: عندهم جوامع العلوم وأصوله 131
39 الاحتمال السابع: عندهم علم جميع الأنبياء (عليهم السلام) وكتبهم السابقة والملائكة 133
40 الاحتمال الثامن: انهم أعلم من الأنبياء (عليهم السلام) 135
41 الاحتمال التاسع: علمهم بكل شيء أو بما لا يعلمون 137
42 الاحتمال العاشر: علم آل محمد (عليهم السلام) للغيب 139
43 الآيات الدالة على علم النبي (صلى الله عليه وآله) للغيب 147
44 تمحيص الاحتمالات 155
45 علم آل محمد (عليهم السلام) بزمان ومكان موتهم 159
46 دفع اشكال معرفة الإمام بموته (عليه السلام) 163
47 أحاديث تساوي محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) 173