اما بأن الإمام يريد أن يبين ارتباطه بالله أو بالعرش - على حسب لسانها - وان علمه من علم الله تعالى.
واما يريد (عليه السلام) أن يخبر عن حالاته الغيبية مع الله تعالى ولقائه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعن عروجه إلى العرش.
واما كون الإمام في مجلس لا يستطيع أن يصرح بأكثر من ذلك اما للتقية واما لتفاوت أصحابه - كما يأتي توضيحه -.
هذا، ويمكن من بعض ألسنتها جعلها دليلا على العلم اللدني، وذلك أن الازدياد يرجع في الواقع إلى العطاء المباشر من الله تعالى، خاصة في الرواية التي عبرت عن العلم المستفاد " بالعلم الخاص المكنون العجيب ".
نعم تبقى مسألة تكرار العروج إلى الله للازدياد وأنه كل ليلة جمعة، الذي ظاهره التعلم التدريجي، ولكن يجاب عنه بما تقدم أنه للتأكيد على ارتباط آل محمد (عليهم السلام) بالعرش وأن علمهم من الله تعالى مباشرة.
على أنه لو صح لكان غير مضر، لان العروج وان كان ظاهره التدرج، إلا أنه في النهاية علم من الله تعالى وعلم الله ليس كسبيا.
وأما روايات أمير المؤمنين (عليه السلام): " علمني رسول الله ألف باب " فإنها كانت في مقام تبيين انه أعلم من الخلفاء، وانه أقرب منهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وكان يغذيه بالعلم.
واما تحمل على عدم تحمل الناس لأكثر من ذلك، خاصة وان أمير المؤمنين (عليه السلام) مع كل هذه التصريحات وان علمه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ادعوا له الربوبية.
هذا ويمكن تفسير هذه الروايات لتدل على العلم اللدني أيضا، وإليه أشار الإمام الغزالي، قال: (وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) " ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أدخل لسانه في فمي فانفتح في قلبي ألف باب من العلم وفتح لي من كل باب ألف باب ".
وهذه المرتبة لا تنال بمجرد التعلم، بل يتمكن المرء في هذه المرتبة بقوة العلم اللدني، وكذا قال (عليه السلام) لما حكى عن عهد موسى (عليه السلام) ان شرح كتابه كان أربعين