حقيقة علم آل محمد (ع) وجهاته - السيد علي عاشور - الصفحة ٦٤
اما بأن الإمام يريد أن يبين ارتباطه بالله أو بالعرش - على حسب لسانها - وان علمه من علم الله تعالى.
واما يريد (عليه السلام) أن يخبر عن حالاته الغيبية مع الله تعالى ولقائه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعن عروجه إلى العرش.
واما كون الإمام في مجلس لا يستطيع أن يصرح بأكثر من ذلك اما للتقية واما لتفاوت أصحابه - كما يأتي توضيحه -.
هذا، ويمكن من بعض ألسنتها جعلها دليلا على العلم اللدني، وذلك أن الازدياد يرجع في الواقع إلى العطاء المباشر من الله تعالى، خاصة في الرواية التي عبرت عن العلم المستفاد " بالعلم الخاص المكنون العجيب ".
نعم تبقى مسألة تكرار العروج إلى الله للازدياد وأنه كل ليلة جمعة، الذي ظاهره التعلم التدريجي، ولكن يجاب عنه بما تقدم أنه للتأكيد على ارتباط آل محمد (عليهم السلام) بالعرش وأن علمهم من الله تعالى مباشرة.
على أنه لو صح لكان غير مضر، لان العروج وان كان ظاهره التدرج، إلا أنه في النهاية علم من الله تعالى وعلم الله ليس كسبيا.
وأما روايات أمير المؤمنين (عليه السلام): " علمني رسول الله ألف باب " فإنها كانت في مقام تبيين انه أعلم من الخلفاء، وانه أقرب منهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وكان يغذيه بالعلم.
واما تحمل على عدم تحمل الناس لأكثر من ذلك، خاصة وان أمير المؤمنين (عليه السلام) مع كل هذه التصريحات وان علمه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ادعوا له الربوبية.
هذا ويمكن تفسير هذه الروايات لتدل على العلم اللدني أيضا، وإليه أشار الإمام الغزالي، قال: (وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) " ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أدخل لسانه في فمي فانفتح في قلبي ألف باب من العلم وفتح لي من كل باب ألف باب ".
وهذه المرتبة لا تنال بمجرد التعلم، بل يتمكن المرء في هذه المرتبة بقوة العلم اللدني، وكذا قال (عليه السلام) لما حكى عن عهد موسى (عليه السلام) ان شرح كتابه كان أربعين
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 63 64 65 66 67 69 70 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تمهيد: 9
2 وجوب معرفة علم الإمام (عليه السلام) 11
3 سبب اخفاء النبي (صلى الله عليه وآله) للعلم الرباني 13
4 الجهة الأولى: علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 17
5 مراتب علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 19
6 وجوه الجمع بين أحاديثهم الصعبة 21
7 الجهة الثانية: زمان علم آل محمد (عليهم السلام) 23
8 الجهة الثالثة: ماهية علم آل محمد (عليهم السلام) 31
9 العلم الكسبي الحصولي 33
10 العلم اللدني 35
11 الآيات الدالة على العلم اللدني 35
12 الأحاديث الدالة على العلم اللدني 53
13 الدليل العقلي 55
14 الفرق بين العلم اللدني الحضوري والكسبي الحصولي 57
15 العلم الإرادي 61
16 تمحيص الاحتمالات 63
17 شبهات حول العلم اللدني 69
18 رد الشبهات 70
19 الجهة الرابعة: منبع ومصدر حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 79
20 الطائفة الأولى: ما دل أن مصدر علمهم القرآن والكتاب 79
21 الطائفة الثانية: ان علمهم من ليلة القدر 81
22 الطائفة الثالثة: ان علمهم من عامود النور 83
23 الطائفة الرابعة: ان علمهم وراثة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 85
24 الطائفة الخامسة: ان علمهم بواسطة القذف والنقر 87
25 الطائفة السادسة: ان علمهم بالإلهام 91
26 الطائفة السابعة: في أنهم محدثون 93
27 الطائفة الثامنة: ان علمهم بواسطة الوحي وجبرائيل 95
28 الطائفة التاسعة: ان علمهم بواسطة الروح 101
29 الطائفة العاشرة: ان علمهم بلا واسطة بل من الله بالمباشرة 105
30 الترجيح بين الطوائف العشر 113
31 الجهة الخامس: كيفية حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 119
32 الجهة السادسة: سعة علم آل محمد (عليهم السلام) 121
33 الاحتمال الأول: انهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ 121
34 الاحتمال الثاني: علمهم بالكتاب والقرآن الكريم 123
35 الاحتمال الثالث: عندهم علم السماوات والأرض والجنة وكل غائبة فيهم 125
36 الاحتمال الرابع: علمهم بما هو كائن ويكون 127
37 الاحتمال الخامس: علمهم بما يحتاج إليه الناس وبأمورهم 129
38 الاحتمال السادس: عندهم جوامع العلوم وأصوله 131
39 الاحتمال السابع: عندهم علم جميع الأنبياء (عليهم السلام) وكتبهم السابقة والملائكة 133
40 الاحتمال الثامن: انهم أعلم من الأنبياء (عليهم السلام) 135
41 الاحتمال التاسع: علمهم بكل شيء أو بما لا يعلمون 137
42 الاحتمال العاشر: علم آل محمد (عليهم السلام) للغيب 139
43 الآيات الدالة على علم النبي (صلى الله عليه وآله) للغيب 147
44 تمحيص الاحتمالات 155
45 علم آل محمد (عليهم السلام) بزمان ومكان موتهم 159
46 دفع اشكال معرفة الإمام بموته (عليه السلام) 163
47 أحاديث تساوي محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) 173