حقيقة علم آل محمد (ع) وجهاته - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٧
قال علم كسبي، ولكنه لا ينبئ عن حقيقة علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالكتاب والحكمة.
وان كان المراد به نزول القرآن جملة واحدة على قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فممنوع لأنه نزول غير كسبي، وكيف يكون كسبيا وهو من الله تعالى بالمباشرة كما يأتي.
إن قيل: نزوله تدريجا كان بواسطة جبرائيل، ونزوله جملة واحدة كان أيضا بواسطته، قال تعالى: * (نزل به الروح الأمين على قلبك) * (1).
قلنا:
أولا: هذا مبني على تفسير هذه الآية بنزوله جملة واحدة، وإلا فقد يكون المعنى: ان الروح الأمين نزل به تدريجا على قلبك، ولا تفسر الآية أصلا بالنزول جملة واحدة.
والخلاصة: لا نسلم ان نزول القرآن جملة واحدة على قلب الرسول (صلى الله عليه وآله)، كان بواسطة جبرائيل، اما لعدم الدليل عليه، واما لعدم الحاجة إليه، واما لما يأتي من أن زمن علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالقرآن وغيره، هو عرش الرحمن وقبل خلق جبرائيل وغيره من الخلق، واما لما يأتي من الدليل على معرفة النبي (صلى الله عليه وآله) للقرآن قبل خلق جبرائيل.
ثانيا: لو سلمنا ان الآية تشير إلى نزوله جملة واحدة بواسطة جبرائيل كما استدل بها العلامة، فانا لا نسلم ان هذا النزول كسبي، فصحيح ان جبرائيل يكون الواسطة في انتقال القرآن إلى قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولكن ليس هو المعلم له ولتفاصيله وآياته، انما الله هو المعلم الحقيقي وعلم الله لنبيه (صلى الله عليه وآله) غير كسبي، حيث أن العلوم الكسبية غير ثابتة ومتغيرة كما يأتي.
اما قوله ان مصدر علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الكتاب والحكمة، إضافة إلى الإلهام والقذف.
فبغض النظر عن ما يأتي في مصدر علم آل محمد (عليهم السلام)، فانا نقول: هذا

(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 31 33 35 36 37 38 39 41 42 43 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تمهيد: 9
2 وجوب معرفة علم الإمام (عليه السلام) 11
3 سبب اخفاء النبي (صلى الله عليه وآله) للعلم الرباني 13
4 الجهة الأولى: علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 17
5 مراتب علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 19
6 وجوه الجمع بين أحاديثهم الصعبة 21
7 الجهة الثانية: زمان علم آل محمد (عليهم السلام) 23
8 الجهة الثالثة: ماهية علم آل محمد (عليهم السلام) 31
9 العلم الكسبي الحصولي 33
10 العلم اللدني 35
11 الآيات الدالة على العلم اللدني 35
12 الأحاديث الدالة على العلم اللدني 53
13 الدليل العقلي 55
14 الفرق بين العلم اللدني الحضوري والكسبي الحصولي 57
15 العلم الإرادي 61
16 تمحيص الاحتمالات 63
17 شبهات حول العلم اللدني 69
18 رد الشبهات 70
19 الجهة الرابعة: منبع ومصدر حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 79
20 الطائفة الأولى: ما دل أن مصدر علمهم القرآن والكتاب 79
21 الطائفة الثانية: ان علمهم من ليلة القدر 81
22 الطائفة الثالثة: ان علمهم من عامود النور 83
23 الطائفة الرابعة: ان علمهم وراثة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 85
24 الطائفة الخامسة: ان علمهم بواسطة القذف والنقر 87
25 الطائفة السادسة: ان علمهم بالإلهام 91
26 الطائفة السابعة: في أنهم محدثون 93
27 الطائفة الثامنة: ان علمهم بواسطة الوحي وجبرائيل 95
28 الطائفة التاسعة: ان علمهم بواسطة الروح 101
29 الطائفة العاشرة: ان علمهم بلا واسطة بل من الله بالمباشرة 105
30 الترجيح بين الطوائف العشر 113
31 الجهة الخامس: كيفية حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 119
32 الجهة السادسة: سعة علم آل محمد (عليهم السلام) 121
33 الاحتمال الأول: انهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ 121
34 الاحتمال الثاني: علمهم بالكتاب والقرآن الكريم 123
35 الاحتمال الثالث: عندهم علم السماوات والأرض والجنة وكل غائبة فيهم 125
36 الاحتمال الرابع: علمهم بما هو كائن ويكون 127
37 الاحتمال الخامس: علمهم بما يحتاج إليه الناس وبأمورهم 129
38 الاحتمال السادس: عندهم جوامع العلوم وأصوله 131
39 الاحتمال السابع: عندهم علم جميع الأنبياء (عليهم السلام) وكتبهم السابقة والملائكة 133
40 الاحتمال الثامن: انهم أعلم من الأنبياء (عليهم السلام) 135
41 الاحتمال التاسع: علمهم بكل شيء أو بما لا يعلمون 137
42 الاحتمال العاشر: علم آل محمد (عليهم السلام) للغيب 139
43 الآيات الدالة على علم النبي (صلى الله عليه وآله) للغيب 147
44 تمحيص الاحتمالات 155
45 علم آل محمد (عليهم السلام) بزمان ومكان موتهم 159
46 دفع اشكال معرفة الإمام بموته (عليه السلام) 163
47 أحاديث تساوي محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) 173