ويبدو أنه كان من وسائل بولس لتدمير المسيحية أن يحطم معتقداتها واتجاهاتها المقدسة، ووضع لذلك طريقة تكفل له الوقوف في وجه معارضيه عندما يظهر بأفكاره الجديدة، فادعى شاؤول أن السيد المسيح بعد نهايته على الأرض ظهر له وصاح فيه وهو في طريقه إلى دمشق: لماذا تضطهدني فخاف شاؤول وصرخ: من أنت يا سيد؟ قال: أنا يسوع الذي تضطهده. قال شاؤول: ماذا تريد أن أفعل؟ قال يسوع: قم وكرز بالمسيحية. ويقول لوقا في ختام هذه القصة جملة ذات بال غيرت وجه التاريخ هي: وللوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيح أنه ابن الله (أعمال 9:
3 - 30) انتهى.
- وقال أبو رية في أضواء على السنة المحمدية ص 189:
يعتقد المسيحيون أن المسيح عليه السلام قد ارتفع بجسمه بعد صلبه وأنه يجلس هناك مع أبيه. وعند الكاتوليكية الرومانية عقيدة جوهرية تقضي بأن أمه مريم العذراء قد ارتفعت هي الأخرى بجسدها إلى السماء وأنها لم تمت. ومنذ سبع عشرة سنة انعقد مجمع ديني مقدس برياسة البابا بيوس الثاني عشر بميدان القديس بطرس اشترك فيه 35 كردينالا ونحو 500 بطريركا من جميع أنحاء العالم واحتشد له مليون مسيحي وقرر هذا المجمع هذه العقيدة الدينية، وقال إنها لا تقبل الجدل أو المناقشة ومن يناقشها أو يشك فيها يعتبر من وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية ملحدا أو كافرا (يراجع جريدة الوفد المصري في 31 / 10، و 1 و 2 و 3 / 11 / 1950) والأقباط المصريون جميعا يؤمنون بهذه العقيدة وتحتفل كل طوائفهم في يوم 16 مسري من كل سنة، بعيد انتقال السيدة مريم بجسدها إلى السماء، ويطلقون على هذا الاحتفال اسم: عيد العذراء الكبير، وليس لأحد أن يعترض على هذه العقيدة أو يماري فيها، إذ ما دام المسيح عليه السلام قد ارتفع إلى السماء وجلس بجوار أبيه، فإنه لا مانع من أن تصعد إليه أمه من بعده لتقيم وإياه مع الله في السماء، ويحيون جميعا حياة طيبة في هناء وصفاء!