رؤيته النور، كما قال في لفظ آخر: رأيت نورا. وقد حكى عثمان بن سعيد الدارمي اتفاق الصحابة على أنه لم يره.
ثم قال ابن قيم الجوزية: قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: وليس قول ابن عباس: إنه رآه مناقضا لهذا ولا قوله رآه بفؤاده وقد صح عنه أنه قال: رأيت ربي تبارك وتعالى ولكن لم يكن هذا في الإسراء ولكن كان في المدينة لما احتبس عنهم في صلاة الصبح ثم أخبرهم عن رؤية ربه تبارك وتعالى تلك الليلة في منامه، وعلى هذا بنى الإمام أحمد قدس سره وقال: نعم رآه حقا فإن رؤيا الأنبياء حق ولا بد، ولكن لم يقل أحمد قدس سره أنه رآه بعيني رأسه يقظة، ومن حكى عنه ذلك فقد وهم عليه، ولكن قال مرة رآه، ومرة قال رآه بفؤاده، فحكيت عنه روايتان، وحكيت عنه الثالثة من تصرف بعض أصحابه أنه رآه بعيني رأسه، وهذه نصوص أحمد موجودة ليس فيها ذلك. انتهى.
وقد كفانا ناشر الكتاب الجواب على كلام ابن تيمية أيضا حيث قال في هامشه:
(6) جزء من حديث ضعيف أخرجه أحمد في مسنده 3484 / 1 من طريق أبي قلابة عن ابن عباس رضي الله عنه. وأبو قلابة - واسمه عبد الله بن زيد الجرمي - لم يسمع من ابن عباس - التهذيب 5 - 197 ومن طريقه أخرجه الترمذي 3233 وقال: وقد ذكر بين أبي قلابة وبين ابن عباس في هذا الحديث رجلا. وقد رواه قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس ا ه. أقول: لم يسمع قتادة من أبي قلابة. تهذيب الكمال 3266 / 10 ط. دار الفكر وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية رقم 12 و 13 و 14 وتعقبه بقوله: أصل هذا الحديث وطرقه مضطربة قال الدارقطني: كل أسانيده مضطربة ليس فيها صحيح... وقال أبو بكر البيهقي: قد روي من أوجه كلها ضعاف... وقال أبو زرعة فيما نقله عنه المزي في تحفة الأشراف 4 / 383 عن أحمد بن حنبل: حديث قتادة هنا ليس بشئ... وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص 319 - 320 والآجري في الشريعة ص 496 والترمذي بنحوه 3234 وابن أبي عاصم في السنة 469 وأبو يعلى 2608 من طرق عن ابن عباس.