وهدف وقصة.. وكل حيوان، وكل إنسان، وكل ذرة من جماد أو تراب.. أليس الجميع آجرا في بناء هذه الأرض والحياة، ومن هندسة ذلك المعمار، وأي معمار.. سبحانه وتعالى!
آه لو استطعت أن أنادي في هؤلاء الذين لا يرون إلا الأشكال والسطوح؟ لو استطعت أن أهز بصيحتي عقولهم ووجدانهم! يا هؤلاء إن البعد المادي إنما هو واحد من أبعاد الموجودات، وهو أهونها وأصغرها..
روحي فداء لرسول الله حيث أراد أن يهز عقول قريش ووجدانهم فصعد على الصفا ذات يوم ونادى: يا صباحاه، فاجتمعت إليه قريش فقالوا: مالك؟ قال: أرأيتكم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدقونني؟ قالوا: بلى.
قال: أيها الناس إن الرائد لا يكذب أهله، ولو كنت كاذبا لما كذبتكم، والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم حقا خاصة، وإلى الناس عامة. والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون ولتحاسبن كما تعملون، ولتجزون بالإحسان إحسانا وبالسوء سوء، وإنها الجنة أبدا والنار أبدا..
إننا اليوم يا رسول الله بحاجة إلى صيحة (يا صباحاه) في قريش العالم، وفي قريش المسلمين:
في قريش العالم ليعرفوا أن وراء الماديات عوالم أعظم منها، فيخرجوا من عبادة المادة إلى نور التوحيد..
وفي قريش المسلمين ليتوقفوا عن ظلمهم لأهل بيتك الطاهرين، ويرجعوا إلى قيادتهم وتلقي الاسلام منهم.. ولابد لبوادر الصيحتين أن تتنامى في العالم وفي الأمة، حتى يظهر ولدك المهدي الموعود فيقوم بها خير قيام.