ذهب بصره، وإذ قد وقع ذكر علي وابن عباس رضي الله عنهما فلنذكر بعض فضائلهما ولنبدأ بمفاخر علي الزكي العلي ابن عم النبي ولنثن بالثناء على ابن عباس العدل الرضي ابن عم النبي أيضا:
قال أبو الطفيل: شهدت عليا يخطب وهو يقول: سلوني فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم به وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل ولو شئت أوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب.
وسيأتي قول النبي صلى الله عليه وسلم فيه: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه، وقول ابن عباس فيه: لقد أعطي علي تسعة أعشار العلم وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر، وكان معاوية رحمه الله يكتب فيما ينزل به فيسأله علي ابن أبي طالب عن ذلك فلما بلغه قتله قال: لقد ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب، وكان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن، وسئل عطاء:
أكان في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد أعلم من علي؟ قال: لا والله ما أعلمه وفضائله كثيرة قد جمعها الناس ودونوها.
ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في " المجموعة الكاملة - العبقريات الإسلامية " (ج 2 ص 24 ط دار الكتاب اللبناني - بيروت) قال:
يقول: اسألوني قبل أن تفقدوني، فوالذي نفسي بيده لا تسألوني في شئ فيما بينكم وبين الساعة، ولا عن فئة تهدى مائة وتضل مائة إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها، ومناخ ركابها ومحط رحالها.