إسعاد البشرية، ورفع الحيف عنها، بيد أنها أطروحة تفتقت عنها مخيلة جهة كانت ولا زالت مصدر محنة وبلاء، بل وعاصفة سوداء ابتليت بها الانسانية عامة، والشعوب الاسلامية خاصة، وعلى امتداد التأريخ المعاصر، وحتى يومنا هذا، فكانوا بحق أسوأ بكثير ممن يستثيرون بالمسلمين والمسيحيين الهمم لمواجهتهم.
ومن هنا فقد كان موقف الشيخ كاشف الغطاء رحمه الله تعالى حادا وصريحا في رفضه لحضور هذا المؤتمر من خلال ما أرسله إلى المؤتمرين من جواب طويل أسماه (المثل العليا في الاسلام لا في بحمدون) والذي أوضح فيه بصراحة جلية رأيه في مواضيع هذا المؤتمر وبحوثه، مبينا ما توقعه السياسة الأمريكية وحليفتها الانكليزية من ظلم وتجني على شعوب العالم المستضعفة المغلوبة، مع إشارته الواضحة إلى بعد دعاة هذه السياسة ومباينتهم للقيم الروحية التي تدعو لها الأديان السماوية المختلفة، وإن من ينادي بتلك القيم يجب عليه أن يكون من أول العاملين بها، والمؤمنين بحقيقتها، وذلك ما لا ينطبق على الدعاة لعقد هذا المؤتمر، والراعين له.
3 إخماد فتنة الحصان:
لعله أمسى من بديهيات الأمور التي كادت لا تخفى على أحد ما راهن عليه البعض من المتسربلين زورا بجلباب الاسلام والتقوى والصلاح من توظيف بعض المواقف السلبية والمتغربة عن الواقع في طرح ومناقشة أفكار وعقائد الشيعة، والجوانب الأخرى المتعلقة بهم، كوسيلة فعالة ماكرة لبعثرة الصف الاسلامي الواحد، وإشاعة ظاهرة التمزق والتشرذم والتنافر بين أخوة الدين الواحد، وبالتالي توسيع الهوة الوهمية المفتعلة بين أفراد هذه الطائفة