جهلهم إلى الإساءة والتوهين بأولئك المصلحين من العلماء والمفكرين، وهذا ما يدفع البعض إلى أن ينأى بنفسه عنه رغم ما يعترم فيها من سخط وغيض.
ومن هنا فإن من الجلي الواضح أن في التصدي لتلك العادات المتأصلة في تلك النفوس عملية تستلزم وقفة شجاعة وصريحة لا يمتلكها الكثيرون لما ذكرناه من نتائج متوقعة بما يمكن أن تشكله ردود الفعل من مخاطر المعارضة والتكفير والتسقيط التي لا بد وأن تلجأ إليها تلك الفصائل التي انجرفت في ذلك التيار بحسن نية أو سوء قصد، إلا أنها أي تلك الوقفة ورغم كل شئ فإنها وحقا وصدقا أقول تورث صاحبها شرفا عظيما، وفخرا كبيرا، مع ما فيها من الأجر والمثوبة التي يدخرها الله تعالى له إلى يوم الحساب.
ولعل من نعم الله تعالى على الشيعة أن لا يخلو علماؤهم من أولئك الرجال الأفذاذ المتمسكين بالمنهج الحقيقي لأهل بيت العصمة عليهم آلاف التحايا والسلام.
والحق يقال: أن الشيخ كاشف الغطاء رحمه الله تعالى كان نموذجا واضحا من أصحاب تلك المواقف العقائدية الشجاعة التي خلفت له الثناء والاطراء أبد الدهر.
فمن العادات السيئة والشاذة التي تفتقت عنها أذهان الجهلة، وروجت لها العقول والنفوس الفاسدة، وزمر لها أعداء الشيعة، ونسبوها ظلما إليها، ما اعتاد بعض العوام على فعله آنذاك، وبالتحديد في الأيام العشرة الأولى من شهر ربيع الأول من القيام بالكثير من التصرفات المنكرة المؤذية للناس، والمشينة للدين، وبشكل بغيض ممقوت متواصل تطبعت نفوسهم عليه، وتشربت به لتكرره طوال عشرات أو مئات السنين، وكان الكثيرون من علماء