2 - تحديد موقف الديانتين من الأفكار الشيوعية الإلحادية.
3 - وضع البرامج الكفيلة بنقل القيم الروحية التي تؤمن بها الديانتان إلى الجيل الحديث.
وكان غير خاف على أحد أن الغرض المتوخى من إقامة هذا المؤتمر - الذي كانت تروج له الإدارة الأمريكية آنذاك - هو تسخير المسلمين وعلمائهم كاتباع منفذين للسياسة الغربية التي هالها وأقلقها التورم المظهري الكاذب لسريان الأفكار الشيوعية في أنحاء مختلفة من العالم أبان تلك الحقبة الغابرة التي شهدت انخداع العديد من تلك الشعوب بتلك الأفكار الإلحادية التي ساهم في انتشارها حينذاك حدة التفاوت الطبقي بين أفراد المجتمع الواحد - وهو مرض الرأسمالية العضال تزامنا مع ما أسمي بالثورة الصناعية، واستثمار أصحاب رؤوس الأموال لحالة التفاوت الحاد بين عنصري العرض والطلب بعد الهجرة المكثفة التي شهدتها المدن الصناعية الكبرى من القرى والأرياف، فانتهز دعاة هذه الأفكار المنحرفة حالة البؤس المزري التي أحاطت بالأيدي العاملة هناك من خلال خداعهم بحالة الفردوس المزعوم التي ستحققها لهم عند تصديها لقيادتهم، ولكن الزمن أتى على كل أكاذيبهم ففضحها، وكل حيلهم فأبطلها، وسقطوا في مزبلة التأريخ بلا أسف عليهم.
نعم لقد كانت حالة الاضطراب التي بدأت تعم دوائر صناعة القرار في أوربا لمواجهة طغيان المد الشيوعي آنذاك هي التي دفعت أولئك المفكرين إلى اللجوء إلى الدين كأنجع سلاح لا تمتلك أمامه تلك القيم الإلحادية للنظرية الشيوعية شيئا، بل وتبدو قباله عاجزة تافهة، وهو ما كان ولا زال يخشاه حملة تلك الأفكار، والمروجين لها، حمقا بعد إفلاسهم.
وحقا، فقد كان ذلك قرارا صائبا موفقا لو انبعث من نوايا صادقة هدفها