وتبعه على ذلك جماعة من عيون الصحابة، كالزبير وعمار والمقداد وآخرين (1).
ثم لما رأى تخلفه يوجب فتقا في الاسلام لا يرتق، وكسرا لا يجبر، وكل أحد يعلم أن عليا ما كان يطلب الخلافة رغبة في الإمرة، ولا حرصا على الملك والغلبة والأثرة، وحديثه مع ابن عباس بذي قار مشهور (2)، وإنما يريد تقوية الاسلام، وتوسيع نطاقه، ومد رواقه، وإقامة الحق، وإماتة الباطل.
وحين رأى أن المتخلفين (3) أعني الخليفة الأول والثاني بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد، وتجهيز الجنود، وتوسيع الفتوح، ولم يستأثروا ولم يستبدوا، بايع وسالم، وأغضى عما يراه حقا له، محافظة على الاسلام أن تتصدع وحدته، وتتفرق كلمته، ويعود الناس إلى جاهليتهم الأولى.