1258 م) مستتبعة بإخفاقات وترديات متكررة لتكتمل في انهيارها أمام الغزو الاستعماري المقيت المبتدأة أولى مراحله أبان القرن التاسع عشر الميلادي، والذي استكملت حلقاته مع نهاية الحرب العالمية الأولى يكمن في استسلامهم الممجوج لحالة التناحر المدسوسة من قبل أعدائهم الأجانب منهم أو المتسربلين بلباس الاسلام وبعدهم البين عن الفهم السليم للكثير من عقائدهم الأساسية وهنا يكمن أصل الداء والتي أدار لها الكثير منهم عارضية، واستسلم بجهل لا يغتفر لما يلقن به من تفسيرات وتأويلات غريبة ومردودة لتلك العقائد، دون أي تأمل وتبصر..
ثم إن الاستقراء العلمي والدقيق للكثير من تلك المساجلات يبين بجلاء أنها عين أو انعكاسات التقولات التي تفتقت عنها مخيلة اللاهثين خلف سراب المتع الرخيصة والزائفة أبان امتطاء الأمويين سدة الحكومة الاسلامية، ممن أجهدوا أنفسهم في البحث عن مسوغ ما يبرر توليهم لحكومة كانوا هم أكثر الناس كلبا عليها، وعداء لها، فطرقوا أسواق النخاسة التي تصطف فيها الضمائر المعروضة للبيع، والمتبارية في الكذب على الله تعالى ورسوله، كما تتبارى الجواري في عرض محاسنهن أمام رواد هذه الأسواق ولكن شتان ما بين هذه وتلك فوجدوا بغيتهم في بعض الصحابة والتابعين، ممن حفظ لنا التأريخ تلحقهم حول موائد الأمويين الذين طالما حذر رسول الله صلى الله عليه وآله من حكومتهم وما يجرون فيها على الأمة من عظائم الأمور المنبعثة عن فسادهم وبعد هم البين عن الاسلام.
لقد كان الأمويون أول من سن بشكل بين قواعد بعثرة أبناء الدين الواحد متوسلين في تحقيق بغيتهم هذه بكل ما تطاولت إليه أيديهم التي أطلقها في بيت مال المسلمين امتطاؤهم لسدة الخلافة الاسلامية التي كانوا أكثر من ألب عليها، ولم يدخروا وسعا في احتوائها والقضاء عليها، بل ولم ينل