رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته بل وحتى وبعد وفاته أذى من أحد قدر ما ناله من الأمويين، حتى نبذهم المجتمع الاسلامي ودفعهم إلى الظل، فانكفؤا في جحورهم كالسعالي يترقبون أن تدور على هذا الدين وأهله الدوائر، أو يأتيهم الزمان بما عجزوا هم عن إدراكه، وهو ما حدث حين تولى عثمان بن عفان سدة الخلافة الاسلامية، حيث قفز الأمويون إلى قمة الهرم الإداري في الدولة الاسلامية، وأطلقوا لأحلامهم الفاسدة العنان، وعاثوا في الأرض فسادا، والفضل في ذلك عليهم لعثمان وحده حيث فتح الباب الذي أوصده رسول الله صلى الله عليه وآله في وجوههم على مصراعيه أمام طموحهم المنحرف، وأغراضهم الخبيثة، ولا غرو في ذلك فعثمان يعلن بصراحة على الملأ: أن لو كانت بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية!! (1) وكان صادقا في قوله وفيا لتعهده (2) حتى ضج المسلمون
(١٢)