إن المسلمين الذي دكت سنابك خيولهم أقاصي المعمورة، وأذعن لسلطانهم العظيم الأكاسرة والقياصرة، وأخذت أصوات مآذنهم تنادي بالتكبير والتوحيد في أراضي الصليب المتكسر الذي ما انفك المتاجرون به من حمله على أكتافهم ليخفوا تحت أخشابه المتهرئة جشعهم وفسادهم وانحرافهم عن أبسط المفاهيم السماوية المقدسة - أولئك المسلمين كانوا بأمس الحاجة من غيرهم إلى وقفة تأمل لا بد منها لإدراك الخلل أو العلة الرئيسية التي أودت بكل أمجادهم ومفاخرهم، وبدأت وأمام أعينهم تتهاوى
(١٦)