الإثنا عشرية - الحر العاملي - الصفحة ٩٣
عرف الحق ولم يعبد الحق ويكون الحق في الموضعين اسما من أسمائه تعالى أي ولم يعبد مسمى هذا الاسم وحذف الواو هنا غير ضائر وإن كان إثباته أكثر وأوضح ونظيره في مثل هذا التركيب قول المتنبي:
أي يوم سررتني بوصال * لم ترعني ثلاثة بصدود (1) وهذا الوجه قريب أيضا وقد ورد هذا المعنى في المناجاة والأدعية المأثورة عن الأئمة عليهم السلام وفيه إشارة إلى أن من ترك العبادة مع معرفته فهو خارج عن المعرفة أو عن كمالها أو كأنه لم يعرف لعدم العمل بمقتضى المعرفة فوجود معرفته كالعدم لندوره أو سقوطه عن درجة الاعتبار للحكم بكفره وارتداده ومساواته من لا يعرف بل كونه أسوأ حالا منه كما لا يخفى وقد تقرر أن الاستفهام الإنكاري يقتضي نفي متعلقه والكلام هنا مقيد ويجب رجوع النفي في مثله إلى القيد وحده وذلك يقتضي إثباته فإن نفي النفي إثبات.
التاسع: أن يكون من اسما موصولا عبارة عن الله سبحانه فإنه هو الذي عرف حقايق الأشياء كلها على ما هي عليه دون غيره فإن معرفته مشوبة بالجهل فيكون المعنى إن الذي عرف حقايق الأشياء كلها على ما هي عليه هو الخالق المعبود لا المخلوق العابد فلا يتصور كون شخص عابدا معبودا ففيه دلالة على بطلان عبادة غيره لغيره وإن كل عابد ليس بإله كعيسى وعزيز وعلي وغيرهم وفيه إطلاق العارف على الله وهو مذكور في نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين عليه السلام ولو تعذرت الحقيقة لجاز المجاز على أن إطلاق عرف لا يستلزم إطلاق العارف.
العاشر: أن يكون من اسما موصولا مرادا به الله كما مر ويعبد مبنيا للمفعول يعني إن الله سبحانه لم يعبده أحد حق عبادته.
الحادي عشر: أن تكون من شرطية والحق من أسمائه تعالى ويعبد مبينا

(1) راجع ديوان: المتنبي ص 20 صادر بيروت عنوان شعره: غريب كصالح في ثمود وقال في صباه.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 2
2 الباب الأول: في ابطال النسبة وذمها 10
3 الباب الثاني: في ابطال التصوف وذمه 23
4 الباب الثالث: في ابطال اعتقاد الحلول والاتحاد 57
5 الباب الرابع: في ابطال الكشف الذي يدعونه 81
6 الباب الخامس: في ابطال ما يعتقدونه من سقوط التكاليف الشرعية عند ذلك الكشف 88
7 الباب السادس: في ابطال ما يفعلونه من الجلوس في الشتاء وما ابتدعوه من الرياضة وترك اللحم 98
8 الباب السابع: في ابطال ما يجعلونه من أفضل العبادات من الفتل والسقوط على الأرض 112
9 الباب الثامن: في ابطال ما يعتقدونه من أفضل العبادات أيضا من الرقص والصفق بالأيدي والصياح 116
10 الباب التاسع: في اثبات ما يبطلونه ويمنعون منه من السعي على الرزق وطلب المعاش والتجمل ونحوها 118
11 الباب العاشر: في تحريم ما يستحلونه ويعدونه عبادة من الغنا على وجه العموم والخصوص صورة كونه في القرآن والذكر 123
12 الباب الحادي عشر: في ابطال ما يفعلونه من الذكر الخفي والجلي على ما ابتدعوه 148
13 الباب الثاني عشر: في ابطال ما صار شعارا لهم من موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله وفيه اثنا عشر فصلا 151
14 الفصل الأول: في تحريم الاقتداء بأعداء الدين ومشابهتهم ومشاكلتهم 158
15 الفصل الثاني: في تحريم الابتداع في الدين 160
16 الفصل الثالث: في ذكر بعض مطاعن مشايخ الصوفية 163
17 الفصل الرابع: في وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 183
18 الفصل الخامس: في تحريم ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 185
19 الفصل السادس: في وجوب المجادلة في الدين والمناظرة لبيان الحق 187
20 الفصل السابع: في وجوب جهاد النفس وأعداء الدين 188
21 الفصل الثامن: في وجوب اجتناب معاشرة أهل البدع والمعاصي 190
22 الفصل التاسع: في جواز لعن المبتدعين والمخالفين والبراءة منهم 193
23 الفصل العاشر: في تحريم التعصب بالباطل 196
24 الفصل الحادي عشر: في عدم جواز حسن الظن بالعامة واتباع شيء من طريقتهم المختصة بهم 197
25 الفصل الثاني عشر: في وجوب جهاد النفس والكفر والابتداع والفسق 200