أحمد بن طاووس في رسالته " بناء المقالة الفاطمية في نقض العثمانية "، وأما العلامة الحلي من علماء الإمامية البارزين فقد كتب كتابه المشهور " الألفين " وسرد فيه كل ما يمكن كونه دليلا على إمامة علي (عليه السلام) من آيات وروايات، كما كتب كتابه الآخر " نهج الحق وكشف الصدق " فرده ابن تيمية في كتابه " منهاج السنة " واستمرت المسألة هكذا من جيل إلى جيل ومن قرن لآخر كل يدلي بدلوه فيها دفاعا عن حق أو ردا لباطل في كل عصر وزمان.
وفي هذا الأمر أكبر الدلالة على أهمية مسألة الإمامة عقائديا وسياسيا وتاريخيا وأنه لا يمكن التنازل عنها أو غض الطرف لأنها أم المسائل حتى قال أبو الحسن الأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين: " وكان الاختلاف بعد الرسول صلى الله عليه وسلم في الإمامة ولم يحدث خلاف من غيره في حياة أبي بكر (رض) وأيام عمر (رض) إلى أن ولي عثمان... " (1).
وقال قبل هذا " وأول ما حدث من الاختلاف بين المسلمين - بعد نبيهم صلى الله عليه (وآله) وسلم - اختلافهم في الإمامة " (2).
وقال الشهرستاني: " وأعظم خلاف بين الأمة، خلاف الإمامة، إذ ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان " (3).
فهذا هو أمر الإمامة والأقوال فيها ومدى أهميتها حيث ذكرناه ختاما عودا على بدء حيث أن بيان الأهمية يعطينا صورة واضحة عن أثر نظرية الإمامة في تحديد الانتماء ومنه يتم تحديد الهوية الفكرية للإنسان المسلم بشكل عام وكلي.
وبقي أمر لا بد من التعرض له وهو مسألة النصب لأهل البيت (عليهم السلام) نظرا لكون الكتاب قد وضعه مؤلفه للرد على النواصب فنقول: