الظاهرة بتواتر الكتاب، وأحاديثهم (1) وأعلام الوجود ونقل سيرة كل [تكذب] ذلك وتبين أن قائله يكشف عن أمر في نفسه، ولولا الخروج عن المقصود لذكرت جملة من ذلك هنا، وإن احتاج إلى مجلدات مفردة، وفيما سبق ويأتي إشارات لذلك بل دليل صريح للفطن، فتدبر واسترشد إن كنت طالب رشد غير معاند ولا وجداني، تقول: أقول بهذا ولا أسمع غيره مطلقا.
الثامنة: قال الله تعالى: * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * (2) فعين وبين أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) منذر بشريعة، ومقامه مقام إجمال وإن لكل قوم هاد، فلا يكون القرآن لتعدده، وخفاء أكثر الأحكام منه علينا، وتأويل كل له، فهو صامت يحتاج إلى ناطق، وهو المبين المعبر عنه، وعرفت من آية المباهلة أنه علي (عليه السلام) نفسه، وسبق باب المدينة، وغير ذلك مما يدل على أنه الأقرب له، وتفاصيل دينه وظهوره به، وهو مقام الهداية والاهتداء، فيجب كونه (عليه السلام) الهادي بعده.
وهكذا بالبدلية مثله الأقرب، فكأنه قال: علي بعده الهادي، وهكذا إلى آخرهم (عليهم السلام)، وذكرهم بلفظ الهداية الواجب استمرارها إشارة إلى العلة الموجبة لها، وعدم إمكان الاستغناء عنها، والإشارة إلى مجمل صفاتها، وأن محل هداية الخلق طرا توجب الكون له الواسطة العامة والأقربية، وتنزيهه عن نقائص أمته وغير ذلك، فقد تضمنت هذه اللفظة الإشارة إليه [أنه] الغاية والعلة وما هو عليه، وهكذا كلام الله تعالى.