العشرون: قال الله تعالى: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * (1) وكون محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) على بينة لا خلاف فيه، ولا شك وشبهة تعتريه، ومعلوم أن المراد بمن يتلوه أي يقع بعده، ويقوم بالأمر بدله، وليس هو نبي جزما بالضرورة، لأنه الخاتم لها فلا نبي بعده ولا شريعة بعد شريعته، فتعين كونه الخليفة، وهو نص عليه من الله ورسوله تبع لا يخالفه، وقد عينه بصفة معينة له على أكمل وجه وأعلا [ه] وأتمه منهم، وأطلقها فهو معه ومنه في عالم النور والظهور والنسب، وآخر من يفارقه عند الموت والدفن، ولا يفارق كتابه، وليس كذلك أحد من الصحابة غير علي، ويطابقها ما سمعت من الأحاديث السابقة كحديث: " أنت مني وأنا منك "، ولكونه نفسه في آية المباهلة وغيرها ولغير ذلك، فتعين (عليه السلام) للخلافة.
ومن قوله [شاهد منه] الذي يتلوه شاهد، والمراد بها الشهادة في الآخرة على أمته (صلى الله عليه وآله وسلم)، [فيما] فعلوه، وفي إيجابها الإحاطة بأفعالهم، والمعاينة لما أقدر الله عليهم، فهو في الدنيا شاهد ومطلع عليهم، ولا ادعيت في غيره، ولا ادعاها غيره كما قال الله تعالى: * (لتكونوا شهداء على الناس) * أي الأئمة، كل إمام في وقته، ويكون شاهدا لهم وقت الحاجة والتبليغ، ويكون الرسول شهيدا عليكم فتفطن.
الحادية والعشرون: قال الله تعالى: * (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون وعلم آدم الأسماء كلها ثم