ولكلامه وجوه كالقرآن ولهم من جميعها المخرج، فيصح لك القول بأنه (عليه السلام) بهذا المعنى كما دل عليه الكتاب، وما نقل عن الرسول، وصرح به صافي الاعتبار.
ولا شك في استمداد الهادي لشريعة نبي منه (عليه السلام).
فقل لي: هل يمكن كون هذه المرتبة التي نص الله عليها ورسوله لغير علي (عليه السلام) حتى يكون هو الخليفة؟ نعم يكون رئيس الضلال، فضد الصفة لضد الموصوف ولا يمكن خلافه، وقال تعالى: * (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع) * (1) الآية، والأحقية أحقية وجوب (2) ولا يجوز التقدم والحكم بغير حكم الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتعيينه، كما هو الواجب على كل من أقر وزعم تبعيته كما حكم به محكم الكتاب والسنة والاعتبار والإجماع.
التاسعة: قال الله تعالى: * (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم) * (3) الآية وتشمل الآيات ما يدل عليه وعلى صفاته الذاتية والفعلية، وعموم لطفه ورحمته بخلقه، وحجته ودليلها، وترى الإنسان لا يستقيم بتدبير بدنه بحسب نفسه، وتنزله وتمدنه إلا بكمال عقله ونفسه، وهو الرئيس له فيما يرجع له، فكيف لم يضيع فردا واحدا ويضيع العالم كله من غير فرد نسبته كذلك زمن التكليف، بحيث لو فسد بطل تكليفه واختل نظامه، كما في الإنسان إنه لمن المحال، وهذا برهان عقلي وكم مثله تضمنه الكتاب والسنة.
العاشرة: قال تعالى * (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس