الحمد لله رب العالمين، الذي اصطفى محمدا صلى الله عليه وآله دون العالمين، فأرسله بالهدى والدين المبين، وجعل لدينه أئمة يحفظونه عن التحريف، ويأخذون بأيدي أهليه إلى سبل الحق، فكان من ذلك أن اللازم لهم لاحق والمقصر في حقهم زاهق والمتقدم عليهم مارق.
وبعد:
فإن الملاحظ لأصناف العلاقات بين بني الإنسان يجد أن هناك نوعا من الإضافة تتمثل في نسبة أحد الطرفين للآخر وهذه العلائق تتمشى في طبيعة المجتمع مع بدايات تكونه وتستمر كوجود متميز، ومنه تنشأ ما يسمى بالانتماءات المختلفة من اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية وغيرها.
فالانتماء إذن: علاقة منطقية بين الفرد والصنف أيا كان، ومنه الحديث الوارد: " من انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله "، ومن خلال هذه الفكرة السابقة وهذا الحديث ونظائره تتكون لدينا صورة واضحة عن مدى الحاجة للانتماء عند كل فرد.
وتتمثل هذه الحاجة في عدة مظاهر، فقد ينتمي الفرد لمبدأ ما كالانتماء - الاعتقاد - المصور في القرآن بالنور وبالحق وبالهدى وعلى طرف آخر:
بالشيطان وبالباطل وبالهوى.