لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ١٢٠
كأنما نجومها، إذ ولت، عفر، وصيران الصريم جلت ومنه يقال: استعمل فلان على الجالية والجالة، وهم أهل الذمة، وإنما لزمهم هذا الاسم لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، أجلى بعض اليهود من المدينة وأمر بإجلاء من بقي منهم بجزيرة العرب، فأجلاهم عمر بن الخطاب فسموا جالية للزوم الاسم لهم، وإن كانوا مقيمين بالبلاد التي أوطنوها. وهذه ناقة تجل عن الكلال: معناه هي أجل من أن تكل لصلابتها. وفعلت ذلك من جراك ومن جلك، ابن سيده: فعله من جلك وجللك وجلالك وتجلتك وإجلالك ومن أجل إجلالك أي من أجلك، قال جميل:
رسم دار وقفت في طلله، كدت أقضي الغداة من جلله أي من أجله، ويقال: من عظمه في عيني، قال ابن بري وأنشده ابن السكيت:
كدت أقضي الحياة من جلله قال ابن سيده: أراد رب رسم دار فأضمر رب وأعملها فيما بعدها مضمرة، وقيل: من جللك أي من عظمتك. التهذيب: يقال فعلت ذلك من جلل كذا وكذا أي من عظمه في صدري، وأنشد الكسائي على قولهم فعلته من جلالك أي من أجلك قول الشاعر:
حيائي من أسماء، والخرق بيننا، وإكرامي القوم العدى من جلالها وأنت جللت هذا على نفسك تجله أي جررته يعني جنيته، هذه عن اللحياني.
والمجلة: صحيفة يكتب فيها. ابن سيده: والمجلة. الصحيفة فيها الحكمة، كذلك روي بيت النابغة بالجيم:
مجلتهم ذات الإله، ودينهم قويم فما يرجون غير العواقب يريد الصحيفة لأنهم كانوا نصارى فعنى الإنجيل، ومن روى محلتهم أراد الأرض المقدسة وناحية الشام والبيت المقدس، وهناك كان بنو جفنة، وقال الجوهري: معناه أنهم يحجون فيحلون مواضع مقدسة، قال أبو عبيد: كل كتاب عند العرب مجلة. وفي حديث سويد بن الصامت: قال لرسول الله، صلى الله عليه وسلم: لعل الذي معك مثل الذي معي، فقال: وما الذي معك؟ قال: مجلة لقمان، كل كتاب عند العرب مجلة، يريد كتابا فيه حكمة لقمان. ومنه حديث أنس: ألقي إلينا مجال، هي جمع مجلة يعني صحفا قيل إنها معربة من العبرانية، وقيل: هي عربية، وقيل: مفعلة من الجلال كالمذلة من الذل.
والجليل: الثمام، حجازية، وهو نبت ضعيف يحشى به خصاص البيوت، واحدته جليلة، أنشد أبو حنيفة لبلال:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بفج، وحولي إذخر وجليل؟
وهل أردن يوما مياه مجنة؟
وهل يبدون لي شامة وطفيل؟
وقيل: هو الثمام إذا عظم وجل، والجمع جلائل، قال الشاعر:
يلوذ بجنبي مرخة وجلائل
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست