لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ١١٧
وإن دعوت إلى جلى ومكرمة، يوما، كراما من الأقوام، فادعينا قال ابن الأنباري: من ضم الجلى قصره، ومن فتح الجيم مده، فقال الجلاء الخصلة العظيمة، وأنشد:
كميش الإزار خارج نصف ساقه، صبور على الجلاء طلاع أنجد، وقوم جلة: ذوو أخطار، عن ابن دريد. ومشيخة جلة أي مسان، والواحد منهم جليل. وجل الرجل جلالا، فهو جليل: أسن واحتنك، وأنشد ابن بري:
يا من لقلب عند جمل مختبل علق جملا، بعدما جلت وجل وفي الحديث: فجاء إبليس في صورة شيخ جليل أي مسن، والجمع جلة، والأنثى جليلة. وجلة الإبل: مسانها، وهو جمع جليل مثل صبي وصبية، قال النمر:
أزمان لم تأخذ إلي سلاحها إبلي بجلتها، ولا أبكارها وجلت الناقة إذا أسنت. وجلت الهاجن عن الولد أي صغرت.
وفي حديث الضحاك بن سفيان: أخذت جلة أموالهم أي العظام الكبار من الإبل، وقيل المسان منها، وقيل هو ما بين الثني إلى البازل، وجل كل شئ، بالضم: معظمه، فيجوز أن يكون أراد أخذت معظم أموالهم. قال ابن الأعرابي: الجلة المسان من الإبل، يكون واحدا وجمعا ويقع على الذكر والأنثى، بعير جلة وناقة جلة، وقيل الجلة الناقة الثنية إلى أن تبزل، وقيل الجلة الجمل إذا أثنى.
وهذه ناقة قد جلت أي أسنت. وناقة جلالة: ضخمة. وبعير جلال:
مخرج من جليل. وما له دقيقة ولا جليلة أي ما له شاة ولا ناقة. وجل كل شئ: عظمه. ويقال: ما له دق ولا جل أي لا دقيق ولا جليل.
وأتيته فما أجلني ولا أحشاني أي لم يعطني جليلة ولا حاشية وهي الصغيرة من الإبل. وفي المثل: غلبت جلتها حواشيها، قال الجوهري:
الجليلة التي نتجت بطنا واحدا، والحواشي صغار الإبل. ويقال: ما أجلني ولا أدقني أي ما أعطاني كثيرا ولا قليلا، وقول الشاعر: بكت فأدقت في البكا وأجلت أي أتت بقليل البكاء وكثيره. وفي حديث الدعاء: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله أي صغيره وكبيره.
والجلل: الشئ العظيم والصغير الهين، وهو من الأضداد في كلام العرب، ويقال للكبير والصغير جلل، وقال امرؤ القيس لما قتل أبوه:
بقتل بني أسد ربهم، ألا كل شئ سواه جلل أي يسير هين، ومثله للبيد:
كل شئ، ما خلا الله، جلل والفتى يسعى ويلهيه الأمل وقال المثقب العبدي:
كل يوم كان عنا جللا، غير يوم الحنو من يقطع قطر وأنشد ابن دريد:
إن يسر عنك الله رونتها، فعظيم كل مصيبة جلل
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست