لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ١٢٣
ضحك الناس وقالوا:
شعر وضاح الكباني، إنما شعري ملح قد خلط بجلجلان وجلجلان القلب: حبته ومنته. وعلم ذلك جلجلان قلبه أي علم ذلك قلبه. ويقال: أصبت حبة قلبه وجلجلان قلبه وحماطة قلبه.
وجلجل الشئ: خلطه.
وجلاجل وجلاجل ودارة جلجل، كلها: مواضع، وجلاجل، بالفتح: موضع، وقيل جبل من جبال الدهناء، ومنه قول ذي الرمة:
أيا ظبية الوعساء، بين جلاجل وبين النقا، آأنت أم أم سالم؟
ويروى بالحاء المضمومة، قال ابن بري: روت الرواة هذا البيت في كتاب سيبويه جلاجل، بضم الجيم لا غير، والله أعلم.
* جمل: الجمل: الذكر من الإبل، قيل: إنما يكون جملا إذا أربع، وقيل إذا أجذع، وقيل إذا بزل، وقيل إذا أثنى، قال:
نحن بنو ضبة أصحاب الجمل، الموت أحلى عندنا من العسل الليث: الجمل يستحق هذا الاسم إذا بزل، وقال شمر: البكر والبكرة بمنزلة الغلام والجارية، والجمل والناقة بمنزلة الرجل والمرأة. وفي التنزيل العزيز: حتى يلج الجمل في سم الخياط، قال الفراء:
الجمل هو زوج الناقة. وقد ذكر عن ابن عباس أنه قرأ: الجمل، بتشديد الميم، يعني الحبال المجموعة، وروي عن أبي طالب أنه قال: رواه القراء الجمل، بتشديد الميم، قال: ونحن نظن أنه أراد التخفيف، قال أبو طالب:
وهذا لأن الأسماء إنما تأتي على فعل مخفف، والجماعة تجئ على فعل مثل صوم وقوم. وقال أبو الهيثم: قرأ أبو عمرو والحسن وهي قراءة ابن مسعود: حتى يلج الجمل، مثل النغر في التقدير. وحكي عن ابن عباس: الجمل، بالتثقيل والتخفيف أيضا، فأما الجمل، بالتخفيف، فهو الحبل الغليظ، وكذلك الجمل، مشدد. قال ابن جني: هو الجمل على مثال نغر، والجمل على مثال قفل، والجمل على مثال طنب، والجمل على مثال مثل، قال ابن بري: وعليه فسر قوله حتى يلج الجمل في سم الخياط، فأما الجمل فجمع جمل كأسد وأسد. والجمل: الجماعة من الناس.
وحكي عن عبد الله وأبي: حتى يلج الجمل. الأزهري: وأما قوله تعالى: جمالات صفر، فإن الفراء قال: قرأ عبد الله وأصحابه جمالة، وروي عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه قرأ: جمالات، قال: وهو أحب إلي لأن الجمال أكثر من الجمالة في كلام العرب، وهو يجوز كما يقال حجر وحجارة وذكر وذكارة إلا أن الأول أكثر، فإذا قلت جمالات فواحدها جمال مثل ما قالوا رجال ورجالات وبيوت وبيوتات، وقد يجوز أن يكون واحد الجمالات جمالة، وقد حكي عن بعض القراء جمالات، برفع الجيم، فقد يكون من الشئ المجمل، ويكون الجمالات جمعا من جمع الجمال كما قالوا الرخل والرخال، قال الأزهري: وروي عن ابن عباس أنه قال الجمالات حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال، وقال مجاهد: جمالات حبال الجسور، وقال الزجاج: من قرأ جمالات فهو جمع
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست