لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ١١٥
من صوف أي جزة، وهو اسم مفعول مثل قوله تعالى: إلا من اغترف غرفة. والجفال من الشعر:
المجتمع الكثير، وقال ذو الرمة يصف شعر امرأة:
وأسود كالأساود مسبكرا، على المتنين، منسدلا جفالا قال ابن بري: قوله وأسود معطوف على منصوب قبل البيت وهو:
تريك بياض لبتها ووجها كقرن الشمس، أفتق ثم زالا ولا يوصف بالجفال إلا في كثرة. وفي صفة الدجال: أنه جفال الشعر أي كثيره. وشعر جفال أي منتفش. ويقال: إنه لجافل الشعر إذا شعث وتنصب شعره تنصبا، وقد جفل شعره يجفل جفولا. وفي الحديث: أن رجلا قال للنبي، صلى الله عليه وسلم، يوم حنين: رأيت قوما جافلة جباههم يقتلون الناس، الجافل: القائم الشعر المنتفشه، وقيل: الجافل المنزعج، أي منزعجة جباههم كما يعرض للصبيان. وجز جفيل الغنم وجفالها أي صوفها، عن اللحياني، ومنه قول العرب فيما تضعه على لسان الضائنة: أولد رخالا، وأحلب كثبا ثقالا، وأجز جفالا، ولم تر مثلي مالا، قوله جفالا أي أجز بمرة واحدة، وذلك أن الضائنة إذا جزت فليس يسقط من صوفها إلى الأرض شئ حتى يجز كله ويسقط أجمع. والجفال من الزبد كالجفاء، وكان رؤبة يقرأ: فأما الزبد فيذهب جفالا، لأنه لم يكن من لغته جفأت القدر ولا جفأ السيل. والجفالة: الزبد الذي يعلو اللبن إذا حلب، وقال اللحياني: هي رغوة اللبن، ولم يخص وقت الحلب. ويقال لرغوة القدر جفال. والجفال: ما نفاه السيل. وجفالة القدر: ما أخذته من رأسها بالمغرفة. وضربة ضربة فجفله أي صرعه وألقاه إلى الأرض. وفي حديث أبي قتادة: كان مع النبي، صلى الله عليه وسلم، في سفر فنعس رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على راحلته حتى كاد ينجفل عنها أي ينقلب ويسقط عنها، قال أبو النجم يصف إبلا:
يجفلها كل سنام مجفل، لأيا بلأي في المراغ المسهل يريد: يقلبها سنامها من ثقله، إذا تمرغت ثم أرادت الاستواء قلبها ثقل أسنمتها، وقال في المحكم: معناه أن يصرعها سنامها لعظمه كأنه أراد سنام منها مجفل، وبالغ بكل كما تقول أنت عالم كل عالم. وفي حديث الحسن: أنه ذكر النار فأجفل مغشيا عليه أي خر إلى الأرض. وفي حديث عمر: أن رجلا يهوديا حمل امرأة مسلمة على حمار، فلما خرج من المدينة جفلها ثم تجثمها لينكحها، فأتي به عمر فقتله، أي ألقاها إلى الأرض وعلاها. وفي حديث ابن عباس: سأله رجل فقال آتي البحر فأجده قد جفل سمكا كثيرا، فقال: كل ما لم تر شيئا طافيا، أي ألقاه ورمى به إلى البر والساحل.
والجفول: المرأة الكبيرة العجوز، قال:
ستلقى جفولا أو فتاة كأنها، إذا نضيت عنها الثياب، غرير أي ظبي غرير. والجفل: لغة في الجثل، وهو ضرب من النمل سود كبار. والجفل والجفل: خثي الفيل، وجمعه أجفال، عن ابن الأعرابي، وأنشد ابن بري لجرير:
قبح الإله بني خضاف ونسوة، بات الخزير لهن كالأجفال
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست