لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٥٣٦
قالوا: فلم يجعله مكنونا إلا وهو عرق، قال الأولون: بل أغاب اللسان في أقصى اللحم، ولو كان عرقا ما قال أشرفت الحجبتان عليه، ويقال: المكنون هنا الدم، قال الجوهري: مكنون الفائل دمه، وأراد إنا حذاق بالطعن في الفائل، وذلك أن الفارس إذا حذق الطعن قصد الخربة لأنه ليس دون الجوف عظم، ومكنون فائله دمه الذي قد كن فيه. والفأل: لغة في الفائل، قال امرؤ القيس:
ولم أشهد الخيل المغيرة، بالضحى، على هيكل نهد الجزارة جوال، سليم الشظى، عبل الشوى، شنج النسا، له حجبات مشرفات على الفال أراد على الفائل فقلب، وهو عرق في الفخذين يكون في خربة الورك ينحدر في الرجل، والله أعلم.
فصل القاف قبل: الجوهري: قبل نقيض بعد. ابن سيده: قبل عقيب بعد، يقال: افعله قبل وبعد، وهو مبني على الضم إلا أن يضاف أو ينكر، وسمع الكسائي:
لله الأمر من قبل ومن بعد، فحذف ولم يبن، وقد تقدم القول عليه في بعد، وحكى سيبويه: افعله قبلا وبعدا وجئتك من قبل ومن لمبلسين، مذهب الأخفش وغيره من البصريين في تكرير قبل أنه على التوكيد، والمعنى وإن كانوا من قبل تنزيل المطر لمبلسين، وقال قطرب: إن قبل الأولى للتنزيل وقبل الثانية للمطر، وقال الزجاج: القول قول الأخفش لأن تنزيل المطر بمعنى المطر إذ لا يكون إلا به، كما قال:
مشين، كما اهتزت رماح تسفهت أعاليها مر الرياح النواسم فالرياح لا تعرف إلا بمرورها فكأنه قال: تسفهت الرياح النواسم أعاليها. الأزهري عن الليث: قبل عقيب بعد، وإذا أفردوا قالوا هو من قبل وهو من بعد، قال: وقال الخليل قبل وبعد رفعا بلا تنوين لأنهما غائيان، وهما مثل قولك ما رأيت مثله قط، فإذا أضفته إلي شئ نصبت إذا وقع موقع الصفة كقولك جاءنا قبل عبد الله، وهو قبل زيد قادم، فإذا أوقعت عليه من صار في حد الأسماء كقولك من قبل زيد، فصارت من صفه، وخفض قبل لأن من من حروف الحفض، وإنما صار قبل منقادا لمن وتحول من وصفيته إلى الاسمية لأنه لا يجتمع صفتان، وغلبه من لأن من صار في صدر الكلام فغلب. وفي الحديث: نسألك من خير هذا اليوم وخير ما قلبه وخير ما بعده ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما قبله وشر ما بعده، سؤاله خير زمان مضى هو قبول الحسنة التي قدمها فيه، والاستعاذة منه هو طلب العفو عن ذنب قارفه فيه، والوقت وإن مضى فتبعته باقية.
والقبل والقبل من كل شئ: نقيض الدبر والدبر، وجمعه أقبال، عن أبي زيد. وقبل المرأة: فرجها، وفي المحكم: والقبل فرج المرأة. وفي حديث ابن جريج:
قلت لعطاء محرم قبض على قبل امرأته فقال إذا وغل إلى ما هنالك فعليه دم، القبل، بضمتين:
خلاف الدبر وهو الفرج من الذكر والأنثى، وقيل:
(٥٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 ... » »»
الفهرست