لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٤١٥
والطول، بالتشديد: طائر. وطيلة الريح: نيحتها.
وطوالة: موضع، وقيل بئر، قال الشماخ:
كلا يومي طوالة وصل أروى ظنون آن مطرح الظنون قال أبو منصور: ورأيت بالصمان روضة واسعة يقال لها الطويلة، وكان عرضها قدر ميل في طول ثلاثة أميال، وفيها مساك لماء السماء إذا امتلأ شربوا منه الشهر والشهرين، وقال في موضع آخر: تكون ثلاثة أميال في مثلها، وأنشد:
عاد قلبي من الطويلة عيد وبنو الأطول: بطن.
فصل الظاء المعجمة * ظلل: ظل نهاره يفعل كذا وكذا يظل ظلا وظلولا وظللت أنا وظلت وظلت، لا يقال ذلك إلا في النهار لكنه قد سمع في بعض الشعر ظل ليله، وظللت أعمل كذا، بالكسر، ظلولا إذا عملته بالنهار دون الليل، ومنه قوله تعالى: فظلتم تفكهون، وهو من شواذ التخفيف. الليث: يقال ظل فلان نهاره صائما، ولا تقول العرب ظل يظل إلا لكل عمل بالنهار، كما لا يقولون بات يبيت إلا بالليل، قال: ومن العرب من يحذف لام ظللت ونحوها حيث يظهران، فإن أهل الحجاز يكسرون الظاء كسرة اللام التي ألقيت فيقولون ظلنا وظلتم المصدر الظلول، والأمر أظلل وظل، قال تعالى: ظلت عليه عاكفا، وقرئ ظلت، فمن فتح فالأصل فيه ظللت ولكن اللام حذفت لثقل التضعيف والكسر وبقيت الظاء على فتحها، ومن قرأ ظلت، بالكسر، حول كسرة اللام على الظاء، ويجوز في غير المكسور نحو همت بذلك أي هممت وأحسنت بذلك أي أحسست، قال: وهذا قول حذاق النحويين، قال ابن سيده:
قال سيبويه أما ظلت فأصله ظللت إلا أنهم حذفوا فألقوا الحركة على الفاء كما قالوا خفت، وهذا النحو شاذ، قال: والأصل فيه عربي كثير، قال: وأما ظلت فإنها مشبهة بلست، وأما ما أنشده أبو زيد لرجل من بني عقيل:
ألم تعلمي ما ظلت بالقوم واقفا على طلل، أضحت معارفه قفرا قال ابن جني: قال كسروا الظاء في إنشادهم وليس من لغتهم. وظل النهار: لونه إذا غلبته الشمس. والظل: نقيض الضح، وبعضهم يجعل الظل الفئ، قال رؤبة: كل موضع يكون فيه الشمس فتزول عنه فهو ظل وفئ، وقيل: الفئ بالعشي والظل بالغداة، فالظل ما كان قبل الشمس، والفئ ما فاء بعد. وقالوا: ظل الجنة، ولا يقال فيؤها، لأن الشمس لا تعاقب ظلها فيكون هنالك فئ، إنما هي أبدا ظل، ولذلك قال عز وجل: أكلها دائم وظلها، أراد وظلها دائم أيضا، وجمع الظل أظلال وظلال وظلول، وقد جعل بعضهم للجنة فيئا غير أنه قيده بالظل، فقال يصف حال أهل الجنة وهو النابغة الجعدي: فسلام الإله يغدو عليهم، وفيوء الفردوس ذات الظلال وقال كثير:
لقد سرت شرقي البلاد وغربها، وقد ضربتني شمسها وظلولها
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»
الفهرست