لسان العرب - ابن منظور - ج ٧ - الصفحة ٤٣٠
يلحق بهم التالي ويرجع إليهم الغالي؟ قال الحسن للأعرابي: خير الأمور أوساطها، قال ابن الأثير في هذا الحديث: كل خصلة محمودة فلها طرفان مذمومان، فإن السخاء وسط بين البخل والتبذير، والشجاعة وسط بين الجبن والتهور، والإنسان مأمور أن يتجنب كل وصف مذموم، وتجنبه بالتعري منه والبعد منه، فكلما ازداد منه بعدا ازداد منه تقربا، وأبعد الجهات والمقادير والمعاني من كل طرفين وسطهما، وهو غاية البعد منهما، فإذا كان في الوسط فقد بعد عن الأطراف المذمومة بقدر الإمكان. وفي الحديث: الوالد أوسط أبواب الجنة أي خيرها. يقال: هو من أوسط قومه أي خيارهم. وفي الحديث: أنه كان من أوسط قومه أي من أشرفهم وأحسبهم. وفي حديث رقيقة:
انظروا رجلا وسيطا أي حسيبا في قومه، ومنه سميت الصلاة الوسطى لأنها أفضل الصلوات وأعظمها أجرا، ولذلك خصت بالمحافظة عليها، وقيل: لأنها وسط بين صلاتي الليل وصلاتي النهار، ولذلك وقع الخلاف فيها فقيل العصر، وقيل الصبح، وقيل بخلاف ذلك، وقال أبو الحسن:
والصلاة الوسطى يعني صلاة الجمعة لأنها أفضل الصلوات، قال: ومن قال خلاف هذا فقد أخطأ إلا أن يقوله برواية مسندة إلى النبي، صلى الله عليه وسلم.
ووسط في حسبه وساطة وسطة ووسط ووسط، ووسطه: حل وسطه أي أكرمه، قال:
يسط البيوت لكي تكون ردية، من حيث توضع جفنة المسترفد ووسط قومه في الحسب يسطهم سطة حسنة. الليث: فلان وسيط الدار والحسب في قومه، وقد وسط وساطة وسطة ووسط توسيطا، وأنشد:
وسطت من حنظلة الأصطما وفلان وسيط في قومه إذا كان أوسطهم نسبا وأرفعهم مجدا، قال العرجي:
كأني لم أكن فيهم وسيطا، ولم تك نسبتي في آل عمر والتوسيط: أن تجعل الشئ في الوسط. وقرأ بعضهم: فوسطن به جمعا، قال ابن بري: هذه القراءة تنسب إلى علي، كرم الله وجهه، وإلى ابن أبي ليلى وإبراهيم بن أبي عبلة. والتوسيط: قطع الشئ نصفين. والتوسط من الناس: من الوساطة، ومرعى وسط أي خيار، قال:
إن لها فوارسا وفرطا، ونفرة الحي ومرعى وسطا ووسط الشئ وأوسطه: أعدله، ورجل وسط ووسيط: حسن من ذلك. وصار الماء وسيطة إذا غلب الطين على الماء، حكاه اللحياني عن أبي طيبة. ويقال أيضا: شئ وسط أي بين الجيد والردئ.
وفي التنزيل العزيز: وكذلك جعلناكم أمة وسطا، قال الزجاج: فيه قولان: قال بعضهم وسطا عدلا، وقال بعضهم خيارا، واللفظان مختلفان والمعنى واحد لأن العدل خير والخير عدل، وقيل في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: إنه كان من أوسط قومه أي خيارهم، تصف الفاضل النسب بأنه من أوسط قومه، وهذا يعرف حقيقته أهل اللغة لأن العرب تستعمل التمثيل كثيرا، فتمثل القبيلة بالوادي والقاع وما أشبهه، فخير الوادي وسطه، فيقال: هذا
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الصاد فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 4
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الجيم 10
5 فصل الحاء المهملة 11
6 فصل الخاء المعجمة 20
7 فصل الدال المهملة 34
8 فصل الراء 39
9 فصل الشين المعجمة 44
10 فصل الصاد المهملة 51
11 فصل العين المهملة 52
12 فصل الغين المعجمة 60
13 فصل الفاء 63
14 فصل القاف 68
15 فصل الكاف 84
16 فصل اللام 86
17 فصل الميم 89
18 فصل النون 95
19 فصل الهاء 103
20 فصل الواو 104
21 فصل الياء 109
22 حرف الضاد فصل الألف 110
23 فصل الباء الموحدة 116
24 فصل التاء المثناة فوقها 129
25 فصل الجيم 129
26 فصل الحاء المهملة 132
27 فصل الخاء المعجمة 143
28 فصل الدال المهملة 148
29 فصل الراء 149
30 فصل الشين المعجمة 165
31 فصل الصاد المعجمة 165
32 فصل العين المهملة 165
33 فصل الغين المعجمة 193
34 فصل الفاء 202
35 فصل القاف 213
36 فصل الكاف 226
37 فصل اللام 227
38 فصل الميم 227
39 فصل النون 235
40 فصل الهاء 247
41 فصل الواو 249
42 فصل الياء 252
43 حرف الطاء فصل الألف 253
44 فصل الباء الموحدة 258
45 فصل التاء المثناة 266
46 فصل الثاء المثلثة 266
47 فصل الجيم 269
48 فصل الحاء المهملة 269
49 فصل الخاء المعجمة 280
50 فصل الدال المهملة 301
51 فصل الذال المعجمة 301
52 فصل الراء 302
53 فصل الزاي 307
54 فصل السين المهملة 308
55 فصل الشين المعجمة 327
56 فصل الصاد المهملة 340
57 فصل الضاد المعجمة 340
58 فصل الطاء المهملة 345
59 فصل العين المهملة 347
60 فصل الغين المعجمة 358
61 فصل الفاء 366
62 فصل القاف 373
63 فصل الكاف 386
64 فصل اللام 387
65 فصل الميم 397
66 فصل النون 410
67 فصل الهاء 421
68 فصل الواو 424
69 فصل الياء 434
70 فصل الظاء المعجمة 436
71 فصل الجيم 437
72 فصل الحاء المهملة 439
73 فصل الخاء المعجمة 443
74 فصل الدال المهملة 443
75 فصل الراء 444
76 فصل الشين المعجمة 445
77 فصل العين المهملة 447
78 فصل الغين المعجمة 449
79 فصل الفاء 451
80 فصل القاف 454
81 فصل الكاف 457
82 فصل اللام 458
83 فصل الميم 462
84 فصل النون 464
85 فصل الواو 465
86 فصل الياء 466