لسان العرب - ابن منظور - ج ٧ - الصفحة ٣٥٩
عليها وجنبنا منازل الهبوط والضعة، وقيل: معناه نسألك الغبطة، وهي النعمة والسرور، ونعوذ بك من الذل والخضوع.
وفلان مغتبط أي في غبطة، وجائز أن تقول مغتبط، بفتح الباء. وقد اغتبط، فهو مغتبط، واغتبط فهو مغتبط، كل ذلك جائز. والاغتباط: شكر الله على ما أنعم وأفضل وأعطى، ورجل مغبوط. والغبطة: المسرة، وقد أغبط.
وغبط الرجل يغبطه غبطا وغبطة: حسده، وقيل: الحسد أن تتمنى نعمته على أن تتحول عنه، والغبطة أن تتمنى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها ولا أن تتحول عنه وليس بحسد، وذكر الأزهري في ترجمة حسد قال: الغبط ضرب من الحسد وهو أخف منه، ألا ترى أن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما سئل: هل يضر الغبط؟
قال: نعم كما يضر الخبط، فأخبر أنه ضار وليس كضرر الحسد الذي يتمنى صاحبه زي النعمة عن أخيه، والخبط: ضرب ورق الشجر حتى يتحات عنه ثم يستخلف من غير أن يضر ذلك بأصل الشجرة وأغصانها، وهذا ذكره الأزهري عن أبي عبيدة في ترجمة غبط، فقال: سئل النبي، صلى الله عليه وسلم: هل يضر الغبط؟ فقال: لا إلا كما يضر العضاه الخبط، وفسر الغبط الحسد الخاص. وروي عن ابن السكيت قال: غبطت الرجل أغبطه غبطا إذا اشتهيت أن يكون لك مثل ما له وأن لا يزول عنه ما هو فيه، والذي أراد النبي، صلى الله عليه وسلم، أن الغبط لا يضر ضرر الحسد وأن ما يلحق الغابط من الضرر الراجع إلى نقصان الثواب دون الإحباط، بقدر ما يلحق العضاه من خبط ورقها الذي هو دون قطعها واستئصالها، ولأنه يعود بعد الخبط ورقها، فهو وإن كان فيه طرف من الحسد فهو دونه في الإثم، وأصل الحسد القشر، وأصل الغبط الجس، والشجر إذا قشر عنها لحاؤها يبست وإذا خبط ورقها استخلف دون يبس الأصل. وقال أبو عدنان: سألت أبا زيد الحنظلي عن تفسير قول سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
أيضر الغبط؟ قال: نعم كما يضر العضاه الخبط، فقال: الغبط أن يغبط الإنسان وضرره إياه أن تصيبه نفس، فقال الأباني: ما أحسن ما استخرجها تصيبه العين فتغير حاله كما تغير العضاه إذا تحات ورقها. قال: والاغتباط الفرح بالنعمة. قال الأزهري: الغبط ربما جلب إصابة عين بالمغبوط فقام مقام النجأة المحذورة، وهي الإصابة بالعين، قال: والعرب تكني عن الحسد بالغبط. وقال ابن الأعرابي في قوله: أيضر الغبط؟ قال: نعم كما يضر الخبط، قال: الغبط الحسد. قال الأزهري: وفرق الله بين الغبط والحسد بما أنزله في كتابه لمن تدبره واعتبره، فقال عز من قائل: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض، للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن، واسألوا الله من فضله، وفي هذه الآية بيان أنه لا يجوز للرجل أن يتمنى إذا رأى على أخيه المسلم نعمة أنعم الله بها عليه أن تزوى عنه ويؤتاها، وجائز له أن يتمنى مثلها بلا تمن لزيها عنه، فالغبط أن يرى المغبوط في حال حسنة فيتمنى لنفسه مثل تلك الحال الحسنة من غير أن يتمنى زوالها عنه، وإذا سأل الله مثلها فقد انتهى إلى ما أمره به ورضيه له، وأما الحسد فهو أن يشتهي أن يكون له مال المحسود وأن يزول عنه ما هو فيه، فهو يبغيه الغوائل على ما أوتي من حسن الحال ويجتهد في إزالتها عنه بغيا وظلما،
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الصاد فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 4
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الجيم 10
5 فصل الحاء المهملة 11
6 فصل الخاء المعجمة 20
7 فصل الدال المهملة 34
8 فصل الراء 39
9 فصل الشين المعجمة 44
10 فصل الصاد المهملة 51
11 فصل العين المهملة 52
12 فصل الغين المعجمة 60
13 فصل الفاء 63
14 فصل القاف 68
15 فصل الكاف 84
16 فصل اللام 86
17 فصل الميم 89
18 فصل النون 95
19 فصل الهاء 103
20 فصل الواو 104
21 فصل الياء 109
22 حرف الضاد فصل الألف 110
23 فصل الباء الموحدة 116
24 فصل التاء المثناة فوقها 129
25 فصل الجيم 129
26 فصل الحاء المهملة 132
27 فصل الخاء المعجمة 143
28 فصل الدال المهملة 148
29 فصل الراء 149
30 فصل الشين المعجمة 165
31 فصل الصاد المعجمة 165
32 فصل العين المهملة 165
33 فصل الغين المعجمة 193
34 فصل الفاء 202
35 فصل القاف 213
36 فصل الكاف 226
37 فصل اللام 227
38 فصل الميم 227
39 فصل النون 235
40 فصل الهاء 247
41 فصل الواو 249
42 فصل الياء 252
43 حرف الطاء فصل الألف 253
44 فصل الباء الموحدة 258
45 فصل التاء المثناة 266
46 فصل الثاء المثلثة 266
47 فصل الجيم 269
48 فصل الحاء المهملة 269
49 فصل الخاء المعجمة 280
50 فصل الدال المهملة 301
51 فصل الذال المعجمة 301
52 فصل الراء 302
53 فصل الزاي 307
54 فصل السين المهملة 308
55 فصل الشين المعجمة 327
56 فصل الصاد المهملة 340
57 فصل الضاد المعجمة 340
58 فصل الطاء المهملة 345
59 فصل العين المهملة 347
60 فصل الغين المعجمة 358
61 فصل الفاء 366
62 فصل القاف 373
63 فصل الكاف 386
64 فصل اللام 387
65 فصل الميم 397
66 فصل النون 410
67 فصل الهاء 421
68 فصل الواو 424
69 فصل الياء 434
70 فصل الظاء المعجمة 436
71 فصل الجيم 437
72 فصل الحاء المهملة 439
73 فصل الخاء المعجمة 443
74 فصل الدال المهملة 443
75 فصل الراء 444
76 فصل الشين المعجمة 445
77 فصل العين المهملة 447
78 فصل الغين المعجمة 449
79 فصل الفاء 451
80 فصل القاف 454
81 فصل الكاف 457
82 فصل اللام 458
83 فصل الميم 462
84 فصل النون 464
85 فصل الواو 465
86 فصل الياء 466