وبقوله: 41 - لما عصى أصحابه مصعبا * أدى إليه الكيل صاعا بصاع (1) ويجوز التأويل برب الجزاء، وأصحاب العصيان، وبقوله:
42 - ألا ليت شعري هل يلومن قومه * زهيرا على ما جر من كل جانب (2) والأولى تجويز ما ذهبا إليه، لكن على قلة، وليس للبصرية منعه مع قولهم في باب التنازع بما قالوا. (3) وكذا نقول: يحسن: أعطيت درهمه زيدا: لان مرتبة المفعول الأولى قبل الثاني، وإن تأخر عنه لكونه فاعلا معنى، كما يجئ في باب مفعول ما لم يسم فاعله.
ويقل نحو: أعطيت صاحبه الدرهم، قلة: ضرب غلامه زيدا. وكذا إذا كان للفعل مفعول يتعدى إليه الفعل بنفسه، فمرتبته أقدم مما يتعدى إليه الفعل بحرف الجر، ظاهرا، نحو: قتلت بأخيه زيدا، أو مقدرا، نحو: اخترت قومه زيدا، أي من قومه.
فمن ثم حسن رجوع الضمير إلى المتأخر في المسألتين.