أولا فتنجو. يقال: قطعت الطير قطاعا إذا قطعت من بلد إلى بلد، وقطع البلد قطوعا، وقطع الأديم قطعا.
وقوله: ولا تطير في التحسير، يريد أنها تدع الطيران أيام التحسير كلها.
فإذا نبت الشكير، وهو صغار الريش لم يتحامل به، كما يفعل بعض الطير ولكنها تنتظر حتى يصير للريش قصب ثم تطير.
وقوله: " ولا ترب بالوكور. يقال: أرب فلان بالمكان، وألب به، إذا أقام فيه.
ووكور الطير يكون في عرض الجبل. يقول: فهي لا ترضى بمواضع الوكور، فتبيض فيها. ولكنها تبيض في أعالي الجبال، حيث لا يبلغه انسان ولا سبع ولا طائر. ولذلك يقال في المثل: " دونه بيض الأنوق " أذا كان لا يوصل إليه.
وكذلك يقال: " دونه النجم " و " دونه العيوق ". وقال الكميت: " من الطويل " ولا تجعلوني في رجائي ودكم * كراج على بيض الأنوق احتبالها يقول: لا تجعلوني كمن رجا ما لا يكون. واحتبالها: صيدها بالحبالة.
يريد: انه من رجا أن يصيدها على بيضها، فقد قدر ما لا يكون.
وقوله: ولا تسقط على الجفير، وهي الجعبة. يقول: لا تسقط في موضع تراها فيه، لأنها تعلم أن فيها سهاما.
3 - وقال في حديث الشعبي، انه أتي به الحجاج، فقال: أخرجت علي يا شعبي فقال: أصلح الله الأمير، اجذب بنا الجناب، وأحزن بنا المنزل، واستحلسنا الخوف، واكتحلنا السهر، وأصابتنا خزية لم يكن فيها بررة أتقياء، ولا فجرة، أقوياء. قال: لله أبوك، ثم أرسله.
حدثنيه أبو حاتم سهل، قال: حدثنا الأصمعي عن عثمان الشحام " أنه قال ":
الجناب، ما حول القوم. يقال: أخصب جناب القوم، وأجدب جنابهم.