حديث أبي مسلم الخولاني 1 - وقال في حديث أبي مسلم، أنه أتى معاوية فقال: السلام عليك أيها الأجير، انه ليس من أجير استرعي رعية، الا ومستأجره سائله عنها. فإن كان داوى مرضاها، وجبر كسراها، وهنأ جرباها، ورد أولاها على أخراها، ووضعها في أنف من الكلأ، وصفو من الماء وفاه أجره.
يرويه إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن عبد الله عن عطية بن قيس.
قوله: رد أولاها على أخراها، يريد: لم يدعها تتفرق وتشذ ولكنه ضمها وجمعها. وذلك من حسن الرعية، هذا إذا كانت قطيعا واحدا، فإذا كثرت الأقطاع والرعاء، فالأحمد عندهم أن تفرق ويفرقوا. ولذلك كانوا يقولون: اللهم حبب بين نسائنا، وبغض بين رعائنا، واجعل المال في سمحائنا.
قال الأصمعي: إذا تباغض الرعاء لم يجتمعوا للحديث فيضيق المرعى.
ونحو منه، وليس بعينه، اختيارهم للسقي عجيما وعربيا، لا يفهم أحدهما الآخر ليكون أحث للعمل. قال الراجز:
هل يروين ذودك نزع معد * وساقيان، سبط وجعد يريد بالسبط: العجمي، وبالجعد: الأسود. ومثله قول الآخر: