ومن قولهم فلان يثير الكلاب عن مرابضها يريدون أنه لشرهه يثيرها عن مواضعها يطلب تحتها شيئا قد فضل من طعمها يأكله وقوله قريب من نضيج بعيد من نئ حدثني أبي حدثني أبو سفيان قال سألت الأصمعي عن ذلك فقال أراد أنه يأكل النضيج ولا يأكل النئ لم يزد على ذلك وإنما أراد أنه يأكل ما طبخ وما اتخذ لإلفه المنزل وطول مكثه في الحي ولا يأكل النئ كما يأكله من غزا واصطاد ومن أعجله الزماع عن إنضاج ما اتخذ وهم يمدحون بذلك قال الشماخ [من الطويل] وأشعث قد قد السفار قميصه * وجر الشواء بالعصا غير منضج يريد أنه لا ينضجه لعجلته وقال الكميت [من الطويل] ومرضوفة لم تون في الطبخ طاهيا * عجلت إلى محورها حين غرغرا مرضوفة قدر أنضجت بالرضف وهي حجارة تحمى وتطرح فيها والطاهي الطباخ يقال طهوت اللحم وطهيته لم تون لم تحبس من الونا والمحور ما أبيض منها قبل النضج حين غرغرا حين غلا أول غلية يريد أنه على عجلة وقوله فلحيا لصاحبنا لحيا هو من لحوت الرجل ولحيته إذا عذلته ولمته وفيه اللغتان جميعا الواو والياء وكذلك لحوت الشجرة ولحيتها إذا أخذت لحاءها وهو القشر وإنما نصب على مذهب الدعاء كما يقال بعدا له أي أبعده الله وكذلك لحيا أي لحاه الله وقوله في الآخر يحمل ثقلي وثقله ويخصف نعلي ونعله يريد أنه يضينه على أمره ويحمل عليه
(٢٢٢)