يريد قاربا من الماء ومن النسلان قول الله تعالى " وهم من كل حدب ينسلون " وحدثني أبي حدثني محمد بن عبيد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحق عن ابن عينية عن رجل أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأصحابه وهم يمشون فشكوا الإعياء فأمرهم أن ينسلوا وقوله إذا كان الشأن اتكل يريد انه مواكل لا ينهض بالأمر إذا وقع ولكنه يتكل فيه على غيره ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه الفضل بن ا لعباس وابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب يسألانه عن أبويهما السعاية فتواكلا الكلام فقال " أخرجا ما تصرران قال فكلمناه فسكت ورأينا زينب من وراء الحجاب تلمع ألا تعجل ":
قوله فتواكلا الكلام أي اتكل كل واحد منهما على الآخر فيه وقوله أخرجا ما تصرران أي ما تجمعان من الكلام في صدوركما وكل شئ جمعته فقد صررته ومنه قيل للأسير مصرور لأن يديه جمعتا بالغل إلى عنقه ورجليه جمعتا بالقيد قال الحسن البصري بعث عبد الله بن عامر إلى ابن عمر وهو بفارس بأسير موثق ليقتله فقال " أما وهو مصرور فلا " وقوله تلمع أي تشير بيدها ويقال للمواكل من الرجال رجل تكلة حدثني أبي حدثني السجستاني عن الأصمعي قال حدثني أبو الجراح قال استشارت امرأة امرأة في رجل تزوجه فقالت لا تفعلي فإنه وكلة تكلة يأكل خلله قال وليس بين وكلة وتكلة فرق في المعنى وإنما قلبت الواو في تكلة تاء كما قالوا تخمة وهي من الوخامة وقالوا تراث وهو من ورث وكذلك التكلان أيضا قال وأما قولها يأكل خلله فإنها أرادت أنه يأكل ما يخرج من أسنانه إذا تخلل وهو الخلالة أيضا ولم أسمع في اللؤم والحرص والشوه شرا من هذا القول