[624] - 16 - قال ابن أبي الدنيا:
حدثنا الحسين حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي رحمه الله عن هشام بن محمد قال: قال لي أبو بكر بن عياش: سألت أبا حصين وعاصم بن بهدلة والأعمش و غيرهم فقلت: أخبركم أحد أنه صلى على علي أو شهد دفنه؟ قالوا: لا. فسألت أباك محمد بن السائب فقال: أخرج به ليلا خرج به الحسن والحسين وابن الحنفية وعبد الله بن جعفر وعدة من أهل بيتهم فدفن في ظهر الكوفة. قال [أبو بكر]: فقلت لأبيك: لم فعل به ذلك؟ قال: مخافة أن تنبشه الخوارج أو غيرهم. (1) [625] - 17 - قال المفيد:
تولى غسله وتكفينه ابناه الحسن والحسين (عليهما السلام) بأمره وحملاه إلى الغري من نجف الكوفة فدفناه هناك وعفيا موضع قبره بوصية كانت منه إليهما في ذلك لما كان يعلمه (عليه السلام) من دولة بني أمية من بعده واعتقادهم في عداوته وما ينتهون إليه بسوء النيات فيه من قبيح الفعال والمقال بما تمكنوا من ذلك فلم يزل قبره (عليه السلام) مخفيا حتى دل عليه الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) في الدولة العباسية وزاره عند وروده إلى أبي جعفر - المنصور - وهو بالحيرة فعرفته الشيعة واستأنفوا إذ ذاك زيارته (عليه السلام) و على ذريته الطاهرين. (2) [626] - 18 - قال الديلمي:
وروى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كان إذا أراد الخلوة بنفسه أتى إلى طرف الغري، فبينما هو ذات يوم هناك مشرف على النجف وإذا برجل قد أقبل من البرية راكبا على ناقة وقدمه جنازة فحين رأى عليا (عليه السلام) قصده حتى وصل إليه وسلم عليه، فرد علي (عليه السلام) وقال له: من أين؟ قال: من اليمن، قال: وما هذه الجنازة التي معك، قال:
جنازة أبي أتيت لأدفنها في هذه الأرض، فقال له علي (عليه السلام): لم لا دفنته في أرضكم،