[332] - 6 - روى الفتال النيشابوري:
أنها (عليها السلام) لما نعيت إليها نفسها دعت أم أيمن وأسماء بنت عميس ووجهت خلف علي وأحضرته فقالت: يا بن عم إنه قد نعيت إلى نفسي وإنني لأرى ما بي لا أشك إلا أنني لاحقة بأبى ساعة بعد ساعة وأنا أوصيك بأشياء في قلبي قال لها علي (عليه السلام):
أوصينى بما أحببت يا بنت رسول الله فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت.
ثم قالت: يا بن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتنى فقال (عليه السلام) معاذ الله أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله أن أوبخك غدا بمخالفتي فقد عز علي بمفارقتك وبفقدك إلا أنه أمر لابد منه والله جدد علي مصيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد عظمت وفاتك وفقدك فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وألمها وأمضها وأحزنها هذه والله مصيبة لا عزاء عنها ورزية لا خلف لها ثم بكيا جميعا ساعة وأخذ على رأسها وضمها إلى صدره.
ثم قال: أوصيني بما شئت فإنك تجديني وفيا أمضى كل ما أمرتني به واختار أمرك على أمري ثم قالت جزاك الله عني خير الجزاء، يا بن عم أوصيك أولا أن تتزوج بعدي بابنة أمامة فإنها تكون لولدي مثلي فإن الرجال لابد لهم من النساء قال فمن أجل ذلك; قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أربعة ليس إلى فراقهن سبيل: بنت أمامة أوصتني بها فاطمة.
ثم قالت: أوصيك يا بن عم أن تتخذ لي نعشا فقد رأيت الملائكة صوروا صورته، فقال لها: صفيه الى فوصفته فاتخذه لها، فأول نعش عمل في وجه الأرض ذلك، وما رأى أحد قبله ولا عمل أحد، ثم قالت أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتى من هؤلاء الذين ظلموني، وأخذوا حقي فإنهم أعدائي وأعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وان لا يصلي علي أحد منهم، ولا من أتباعهم، وأدفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار. (1) [333] - 7 - نقل ابن شهر آشوب:
عن ابن حماد بيتين في وصيتها (عليها السلام):