والمهاجرة وصلها وغضت الجماعة دوني طرفها، فلا دافع ولا مانع، خرجت كاظمة، وعدت راغمة، أضرعت (8) خدك يوم أضعت حدك، افترست الذئاب، وافترشت التراب، ما كففت قائلا، ولا أغنيت طائلا (9) ولا خيار لي، ليتني مت قبل هنيئتي، ودون ذلتي. عذيري الله منه عاديا (10) ومنك حاميا، ويلاي في كل شارق! ويلاى في كل غارب! مات العمد، ووهن (11) العضد شكواي إلى أبي! وعدواى (12) إلى ربي!
اللهم إنك أشد منهم قوة وحولا، وأشد بأسا وتنكيلا.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا ويل لك بل الويل لشانئك (13) ثم نهنهى عن وجدك (14) يا ابنة الصفوة، وبقية النبوة، فما ونيت (15) عن ديني، ولا أخطأت مقدوري (16)، فإن كنت تريدين البلغة، فرزقك مضمون، وكفيلك مأمون، وما أعدلك أفضل مما قطع عنك فاحتسبي الله.
فقالت: حسبي الله وأمسكت. (17)