من بأسه وشدته. ثم قال لقنفذ: إن خرج وإلا فاقتحم عليه، فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم نارا.
فانطلق قنفذ فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وبادر على إلى سيفه ليأخذه فسبقوه إليه فتناول بعض سيوفهم فكثروا عليه فضبطوه وألقوا في عنقه حبلا أسود، وحالت فاطمة (عليه السلام) بين زوجها وبينهم عند باب البيت فضربها قنفذ بالسوط على عضدها، فبقى أثره في عضدها من ذلك مثل الدملج من ضرب قنفذ إياها، فأرسل أبو بكر إلى قنفذ اضربها فألجأها إلى عضادة بيتها، فدفعها فكسر ظلعا من جنبها وألقت جنينا من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت من ذلك شهيدة صلوات الله عليها. (1) [272] - 38 - وروى أيضا:
عن الشعبي وأبي مخنف ويزيد بن حبيب المصري أنهم قالوا: لم يكن في الإسلام يوم في مشاجرة قوم أجمعوا في محفل أكثر ضجيجا ولا أعلى كلاما ولا أشد مبالغة في قول، من يوم أجتمع فيه عند معاوية بن أبي سفيان عمرو بن عثمان بن عفان وعمرو ابن العاص وعتبة بن أبي سفيان والوليد بن عقبه ابن أبي معيط والمغيرة بن شعبة وقد تواطئوا على أمر واحد... فبعثوا إلى الحسن (عليه السلام)... فلما أتى معاوية رحب به وحياه وصافحه - حتى قال - ثم تكلم المغيرة وكان كلامه وقوله كله وقوعا في علي (عليه السلام)... فتكلم أبو محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال:... واما أنت يا مغيرة فانك لله عدو ولكتابه نابذ... وأنت الذي ضربت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أدميتها وألقت ما في بطنها استدلالا منك لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ومخالفة منك لأمره وانتهاكا لحرمته وقد قال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا فاطمة أنت سيدة نساء أهل الجنة ". (2) [273] - 39 - قال السيد بن طاووس:
وذكر ابن جيرانة في غرره قال زيد بن أسلم: كنت ممن حمل الحطب مع عمر