وجمع أشتات المعالي فيه وفي آبائه من قبله، وفي أبنائه من بعده؛ فمن له أب كأبيه أو جد كجده؟ فهو شريكهم في مجدهم وهم شركاؤه في مجده، وكما ملأوا أيدي العفاة برفدهم، ملأ أيديهم برفده.
بدور طوالع جبال فوارع * غيوث هوامع سيول دوافع بهاليل لو عاينت فيض أكفهم * تيقنت أن الرزق في الأرض واسع إذا خففت بالبذل أرواح جودهم * حداها الندى واستنشقتها المطامع بهم اتضحت سبل الهدى، وبهم سلم من الردى، وبحبهم ترجى النجاة والفوز غدا، وهو أهل المعروف وأولوا الندى. كل المدائح دون استحقاقهم، وكل مكارم الأخلاق مأخوذة من كريم أخلاقهم، وكل صفات الخير مخلوقة في عنصرهم الشريف وأعراقهم، فالجنة في وصالهم والنار في فراقهم، وهذه الصفات تصدق على الجمع والواحد، وتثبت للغائب منهم والشاهد، وتتنزل على الولد منهم والوالد. حبهم فريضة لازمة، ودولتهم باقية دائمة، وأسواق سؤددهم قائمة، وثغور محبيهم باسمة. وكفاهم شرفا أن جدهم محمد، وأبوهم علي وأمهم فاطمة فمن يجاريهم في الفخر أو من يسابقهم في علو القدر، وما تركوا غاية عز إلا انتهوا إليها سابقين، ولا مرتبة سؤدد إلا ارتفقوها آمنين من اللاحقين، وهذا حق اليقين بل عين اليقين.
الناس كلهم عيال عليهم، ومنتسبون انتساب العبودية إليهم، عنهم أخذت المآثر، ومنهم تعلمت المفاخر، وبشرفهم شرف الأول والآخر. ولو أطلت في صفاتهم لم آت بطائل، ولو حاولت حصرها نادتني أين الثريا من يد المتناول، وكيف تطيق حصر ما عجز عنه الأواخر والأوائل، وهذا مقام يلبس فيه سحبان