من سجوده، فإذا موضعه مبتل من دموعه (1).
663 - القاسم بن حسين النيسابوري: رأيت أبا جعفر (عليه السلام) عند ما وقف بالموقف مد يديه جميعا، فما زالتا ممدودتين إلى أن أفاض، فما رأيت أحدا أقدر على ذلك منه (2).
664 - مالك بن أنس: كنت أدخل على الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) فيقدم لي مخدة ويعرف لي قدرا ويقول: يا مالك، إني أحبك، فكنت أسر بذلك وأحمد الله عليه. وكان (عليه السلام) لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إما صائما وإما قائما وإما ذاكرا، وكان من عظماء العباد وأكابر الزهاد الذين يخشون الله عز وجل، وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد، فإذا قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) اخضر مرة واصفر أخرى حتى ينكره من يعرفه. ولقد حججت معه سنة، فلما استوت به راحلته عند الإحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد يخر من راحلته، فقلت: قل يا بن رسول الله، فلا بد لك من أن تقول. فقال (عليه السلام): يا ابن أبي عامر، كيف أجسر أن أقول: لبيك اللهم لبيك، وأخشى أن يقول عز وجل [لي]: لا لبيك ولا سعديك (3).
665 - علي بن مهزيار: رأيت أبا جعفر الثاني (عليه السلام) في سنة مائتين وخمس وعشرين (4) ودع البيت بعد ارتفاع الشمس، وطاف بالبيت يستلم الركن اليماني في كل شوط،