تردى عاقبته. قال: ليس هذا أردنا أخبرينا كيف كان مقالك حين قتل عمار بن ياسر؟
قالت: لم أكن زورته قبل ولا رويته بعد وإنما كانت كلمات نفثها لساني عند الصدمة فإن أحببت أن أحدث لك مقالا غير ذلك فعلت (1).
فالتفت (معاوية) إلى جلسائه وقال: أيكم يحفظ كلامها؟ قال رجل منهم: أنا أحفظه يا أمير المؤمنين قال: هات. قال: كأني بها بين بردين كثيفي الحواشي وهي على جمل أربد؟ وبيدها منتشر الضفيرة وهي تهدر كالجمل في شقشقته (2) وتقول:
أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم إن الله قد أوضح لكم الحق وأنار الدليل / 127 / ب / وبين السبيل (ورفع العلم) ولم يدعكم في عمياء مبهمة ولا ظلماء مدلهمة وإلى أين تريدون رحمكم الله أفرارا عن أمير المؤمنين؟ أم فرارا من الزحف؟
أم رغبة عن الاسلام؟ أم ارتدادا عن الحق؟ أما سمعتم الله يقول لنبيه * (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) * (31 / محمد: 47).
ثم رفعت رأسها إلى السماء وقالت (3):
اللهم قد عيل الصبر وضعف اليقين وتشتت الرعية وعظمت البلية وبيدك يا رب