(وأعلم بحبه المسلمين) وأبان ببغضه المنافقين (1) وها هو ذا مفلق الهام وكاسر الأصنام وصلى والناس مشركون وأطاع وهم كارهون فلم يزل على ذلك حتى قتل مبارزيه وأفنى أهل بدر وأحد والأحزاب وقتل الله به أهل خيبر وفرق به جموعهم (2) فيالها من وقائع زرعت في القلوب شقاقا ونفاقا وزادت المؤمن / 128 / أ / إيمانا ويقينا، وقد اجتهدت لكم في القول وبالغت في النصيحة وبالله التوفيق والسلام.
فقال معاوية: يا أم الخير ما أردت بهذا الكلام إلا قتلي (ولو قتلتك ما حرجت في ذلك. قالت: والله ما يسوؤني أن يجري قتلي) على (يدي) من يسعدني بشقاوته (3).
قال (معاوية): هيهات يا كثيرة الفضول ما تقولين في عثمان؟ قالت: وما عسيت أن أقول (في عثمان) استخلفه الناس وهم به راضون وقتلوه وهم به كارهون.
فقال معاوية: يا أم الخير هذا ثناؤك عليه (4)، قالت: لكن الله يشهد وكفى به شهيدا (أني) ما أردت بعثمان نقصا، ولقد كان سابقا للخير وإنه لرفيع الدرجة غدا.