جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٢١٨
ثم قام المغيرة بن شعبة فكان كلامه شتما لعلي وتعظيما لعثمان.
ثم قام الحسن عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه وصلى عليه النبي (ص) ثم قال:
بك أبدء يا معاوية فلم يشتمني هؤلاء بل أنت شتمتني بغضا وعداوة لمحمد صلى الله عليه (وآله) وسلم!!!
ثم التفت (عليه السلام) إلى الناس فقال: أنشدكم الله هل تعلمون أن الرجل الذي شتمه هؤلاء كان أول من آمن بالله وصلى (إلى) القبلتين وأنت يومئذ يا معاوية كافر مشرك؟!! وكان معه لواء محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم يوم بدر، ومع معاوية وأبيه لواء المشركين؟ قالوا: اللهم نعم (1).
قال: وأذكركم بالله والاسلام هل تعلمون أن معاوية كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم الرسائل فأرسل إليه يوما فقالوا: هو يأكل. فرد الرسول إليه ثلاث مرات كل ذلك يقول (الرسول): هو يأكل. فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: لا أشبع الله بطنه. أتعرف ذلك (يا معاوية) في بطنك إلى اليوم؟ فقالوا؟: اللهم نعم (2).
قال وأذكركم الله والاسلام أتعلمون أن معاوية كان يقود بأبيه على جمل وأخوه هذا يسوق به فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: لعن الله الجمل وراكبه وقائده ( وسائقه. قالوا: اللهم نعم. فقال عليه السلام لمعاوية:) هذا لك (3).

(١) وأخبار القوم متواترة على أن عليا أول من آمن بوحدانية الله ورسول الله في جميع ما جاء به من عند الله تبارك وتعالى.
ومن أراد أن يلمس تواتر أخبار القوم على سبق إسلام علي على إسلام جميع المسلمين فليراجع ما رواه ابن عساكر في الحديث: (٥٩ - ١٤٠) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج ١ ص ٤١ - ١١٧، ط ٢.
(٢) رواه مسلم بن الحجاج بسندين برقم: (٢٦٠٤) في آخر الباب: (٢٥) - وهو باب من لعنه أو سبه أو دعا عليه - من كتاب البر والصلة من صحيحه: ج ٤ ص ٢٠١٠.
وأورده أيضا المعتضد العباسي في رسالته التي كتبها حول لعن بني أمية كما في حوادث سنة (٢٨٣) من تاريخ الطبري: ج ١٠، ص ٥٨.
(٣) ما بين المعقوفين مما يستدعيه سياق الكلام، ويدل عليه ما ذكره المعتضد العباسي في رسالته التي تقدم ذكرها آنفا، وما نذكره بعد ختام المتن في تعليقه عن الزبير بن بكار في كتاب المفاخرات، وذكره أيضا نصر بن مزاحم في أول الجزء الرابع من كتاب صفين ص ٢٤٧.
ولأجل إيفاء الفائدة نذكر بعض القدماء من الحفاظ، منهم ابن أبي عاصم فإنه روى في عنوان: " ذكر عاصم الليثي أبي نصر بن عاصم " من كتاب الآحاد والمثاني ص ١٩٢ ما لفظه:
قال قيس بن حفص: أنبأنا غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد، عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال:
دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقولون: نعوذ بالله عن عز وجل من غضب الله ورسوله. قلت: ما شأنكم؟ قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله القائد والمقود به؟
ورواه أيضا ابن سعد - المتوفى عام: (٢٣٠) - في العنوان الذي مر عن ابن أبي عاصم في طبقات البصريين من الطبقات الكبرى: ج ٧ ص ٧٨ ط دار صادر، بيروت، قال:
أخبرت عن أبي مالك كثير بن يحيى البصري قال: حدثنا غسان بن مضر، قال: حدثنا سعيد بن يزيد، عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال:
دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله. قلت: ما هذا؟ قالوا: معاوية مر قبيل (هذا الان و) أخذ بيد أبيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخرجان من المسجد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما قولا!!!
ورواه أيضا الطبراني المتوفى عام: (٣٦٠) في عنوان: " عاصم الليثي " من المعجم الكبير ١٧، ص ١٧٦، قال: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي حدثنا موسى بن إسماعيل.
حيلولة: وحدثنا عبد الرحمان بن الحسين العابوري التستري حدثنا عقبة بن سنان البارع، قالا:
حدثنا غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد أبي سلمة، عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال:
دخلت مسجد المدينة فإذا الناس يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله. قال: قلت:
ماذا؟ قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على منبره فقام رجل فأخذ بيد أبيه (ظ) فأخرجه من المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله القائد والمقود، ويل لهذه الأمة من فلان ذي الأستاه!!!
ورواه الهيثمي في أواخر " باب أئمة الظلم والجور والضلالة " من مجمع الزوائد: ج ٥ ص ٢٤٢ وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 215 216 217 218 219 220 220 227 228 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319