ثم انطلقت إلى النجاشي في جعفر وأصحابه بغيا عليهم وعداوة وظلما وبغضا فردك الله خائبا ولم يعاقبك فيه.
وأما أنت يا ابن أبي معيط فكيف ألومك على شتمك عليا وقد جلد ظهرك في الخمر ثمانين سوطا وقتل أباك بأمر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم / 122 / ب / وقال لما قدمه للقتل: من للصبية؟ فقال (رسول الله): النار. فلم يكن لكم عند رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إلا النار ولم يكن لكم عند علي إلا السوط والسيف!!!
وأما أنت يا عتبة بن أبي سفيان فكيف تعد أحدا بالقتل؟ ألا قتلت الذي وجدته على فراشك مضاجعا لامرأتك؟ ثم أمسكتها بعد إذ بغت عليك، فكيف تعد أحدا بالقتل بعد ذلك؟
وأما أنت يا أعور ثقيف ففي (أي) ثلاث تسب عليا؟ أفي بعده عن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم؟ أم في حكم جائر؟ أم في رغبة في دنيا؟ فإن قلت شيئا من ذلك كذبك الناس وكذبت؟
وأما وعيدك إيانا فإن مثلك كمثل بعوضة وقفت على نخلة؟ فقالت لها:
استمسكي فإني أريد أن أطير! فقالت النخلة: والله ما علمت بقعودك فكيف يشق علي طيرانك؟
وأنت فوالله (يا أعور) ما شعرنا بعداوتك فكيف يشق علينا سبك؟
ثم نفض (عليه السلام) ثيابه وقام.
فقال لهم معاوية خيبكم الله ألم أقل لكم: أنكم لا تنتصفون منه والله لقد أظلم علي البيت حتى قام، ولقد هممت به (ثم كظمت غيضي) قوموا فليس فيكم بعد اليوم من خير (1).