دعاني أبي يوم الجمل فقال: يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم وما أراني إلا سأقتل مظلوما وإن أكبر همي ديني فبع مالي ثم اقض ديني فإن فضل منه شئ فثلثه لولدك وإن عجز عني منه شئ فاستعن بمولاي. قلت: (و) من مولاك؟ قال: الله تعالى.
قال عبد الله: فوالله ما وقعت بعد ذلك في كربة إلا قلت: يا مولى الزبير اقض عنه دينه. فيقضيه! قال: فقتل الزبير ونظرت في دينه فإذا هو ألف ألف ومائة ألف فبعت ضيعته بالغابة بألف ألف وست مائة ألف ثم ناديت: من كان له على الزبير شئ فليأتنا بالغابة يقبضه. فلما قضيت دينه أتاني إخوتي فقالوا: أقسم بيننا ميراثنا. قلت:
والله لا أقسمه حتى أنادي أربع سنين بالموسم: من كان له على الزبير شئ فليأتنا يقبضه . فلما مضت أربع سنين أخذت الثلث لولدي ثم قسمت الباقي فصار لكل امرأة من نسائه - وكان له أربع نسوة - فجاء ريع كل ثمن ألف ألف ومائة ألف.
ومن حديث ابن أبي شيبة (1) قال: كان علي يخرج مناديه يوم الجمل فينادي:
لا يسلبن قتيل ولا يتبع مدبر ولا يجهز على جريح.
وخرج كعب بن سور من البصرة وقد تقلد مصحفا في عنقه فجعل ينشره بين الصفين ويناشدهم الله في دمائهم إذ أتاه سهم فقتله وهو في تلك الحال لا يدرى من قتله.
وقال علي يوم الجمل للأشتر مالك بن الحارث - وكان على الميمنة -: احمل.
فحمل فكشف من بإزائه.
وقال لهاشم بن عتبة - أحد بني زهرة بن كلاب - وكان على الميسرة: احمل.
فحمل فكشف من بإزائه؟ فقال عليه السلام لأصحابه: كيف ترون مضري ويماني ( ميسرتي وميمنتي).
وعن أبي حاتم قال / 73 / أ /: أنشدني الأصمعي عن رجل شهد الجمل فقال:
شهدت الحروب فشيبنني * فلم تر عيني كيوم الجمل أشد على مؤمن فتنة * وأقتل منه بخرق بطل فليت الضعينة في بيتها * ويا ليت عسكر لم يرتحل (قال) والعسكر اسم الجمل الذي وهبه يعلى بن منية لعائشة وجعل لها هودجا