جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ١١٨
إنه خرج عمرو يوم الخندق، فنادى هل من مبارز؟ فقام علي بن أبي طالب وهو مقنع بالحديد؟ فقال: أنا له يا نبي الله، قال: إنه عمرو اجلس. ونادى عمرو: ألا رجل يبارزني؟ وهو يوبخهم ويقول: (أين المشتاق إلى) جنتكم التي تزعمون أنه من قتل (منكم) دخلها (1) أفلا تبرزون إلي؟ فقال علي: أنا له يا رسول الله. قال: إنه عمرو فاجلس. ثم نادى الثالثة فقام علي فقال: أنا له يا رسول الله. فقال: إنه عمرو. فقال: وإن كان عمر فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه علي حتى أتاه وهو يقول:
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز ذو نية وبصيرة (والصدق منجا كل فائز) فقال له عمرو: من أنت؟ قال: (أنا) علي بن أبي طالب. قال: ابن عبد مناف؟
قال: نعم. قال: غيرك يا ابن أخي من أعمامك من هو أسن منك فإني أكره أن أريق دمك. فقال علي رضي الله عنه: لكني والله ما يريق دمك إلا أنا!! (2).
فغضب (عمرو) ونزل وسل سيفه وكأنه شعلة نار، ثم أقبل نحو علي مغضبا واستقبله علي بدرقته فضربه عمرو فقدها وأثبت فيها سيفه وأصاب رأسه فشجه، وضربه علي على حبل عاتقه فسقط وثار العجاج، وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم التكبير فعرف أن عليا قتله (ف‍) قال علي رضي الله عنه أنا أبو القصم. ثم أقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متهلل. فقال له عمر بن الخطاب: هلا سلبته درعه فإنه ليس في العرب درع خير منه 98 / أ /. فقال: إنه استقبلني بسوأته حين ضربته فاستحييت أن أسلبه.

(١) ما وضعناه بين المعقوفين معنى لازم الكلام وليس منطوقه المطابقي. الحديث: (٢١٦) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق - وغيره - ج ١، ص ١٧٠، ط ٢.
(٢) كذا في أصلي، وفي تاريخ دمشق وغيره: " فقال علي لكني والله ما أكره أن أهريق دمك.... ".
وانظر كتاب المغازي من مستدرك الحاكم: ج ٣ ص ٣٢ ودلائل النبوة للبيهقي: ج ٣ ص ٤٣٥ وتفسير الآية: (٢٥) من سورة الأحزاب من شواهد التنزيل ج ٢ ص ١٠، ط ٢، والبداية والنهاية:
ج ٤ ص ١٠٦
، وبحار الأنوار: ج ٢٠ ص ٢٥٧.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319