جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ١٠٥
ثم قالت:
فإن يك نائيا فلقد نعاه * نعاة؟ ليس في فيها التراب (1) فقالت لها زينب بنت أبي سلمة: أبمثل هذا تقولين لعلي؟ قالت: إني أنسى فإذا نسيت فذكروني!!!
وقال ابن أبي مياس (المرادي):
ولم أر مهرا ساقه ذو سماحة * كمهر قطام من فخار مفخم (2)
(١) كذا في أصلي، وفي كتاب مقاتل الطالبيين ص ٤٢: " غلام ليس في فيه التراب ".
وهكذا كانت أم المؤمنين في أحقادها على أمير المؤمنين عليه السلام ما كانت تكتفي بإضمارها بل كانت تبديها كلما تسمح لها الظروف والمقتضيات، وقد روى أبو الفرج في هذا المقام من كتاب مقاتل الطالبيين بسنده عنها ما يكشف عما كانت تضمر أم المؤمنين بجميع المعنى قال:
حدثني محمد بن الحسين الأشناني قال: حدثنا أحمد بن حازم قال: حدثنا عاصم بن عامر وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة:
عن أبي البختري قال: لما أن جاء عائشة قتلعلي عليه السلام سجدت!!!
وقد روى الزبير بن بكار ما هو أشد مما ذكرناه عن أبي الفرج، كما في الجزء: " 16 " من كتاب الموفقيات ص 131، طبعة بغداد، قال:
حدثت عن ابن دأب، عن موسى بن عقبة، عن ذكوان مولى أم سلمة عن زينب بنت أبي سلمة قالت: كنت يوما عند عائشة ابنة أبي بكر زوج النبي صلى الله عليه وآله فإني لعندها إذ دخل رجل معتم عليه أثر السفر فقال: قتلعلي بن أبي طالب - عليه السلام - فقالت عائشة:
(ف) إن يك نائيا فلقد نعاه نعي ليس في فيه التراب!!
ثم قالت: من قتله؟ قالوا: رجل من مراد، قالت: رب قتيل لله بيد رجل من مراد؟!!
قالت زينب: فقلت: سبحان الله يا أم المؤمنين أتقولين مثل هذا لعلي في سابقته وفضله؟
فضحكت وقالت: بسم الله إذا نسيت فذكريني!! وقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى هذا الحقد المشتعل في المختار: (154) من نهج البلاغة فقال: وأما فلانة فأدركها، أي النساء وضغن غلا في صدرها كمرجل القين... وانظر شرح الكلام في شرح ابن أبي الحديد، أو محمد عبدة على نهج البلاغة.
(2) كذا في أصلي، والمتداول في كتب السير والتواريخ، ومنها تاريخ الطبري: " كمهر قطام من فصيح وأعجم ".