الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ٩٥٤
الناس، ولا يدعو إلا بالمغفرة والرحمة له ولجميع المسلمين، مع ملازمته للصيام والصلاة والعبادة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من أمره وينفذ من يتسلمه مني و إلا خليت (1) سبيله فإني منه في غاية الحرج (2).
وروي أن شخصا من بعض العيون التي كانت عليه في السجن رفع إلى عيسى بن جعفر أنه سمعه يقول في دعائه: اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك اللهم وقد فعلت فلك الحمد (3).
فلما بلغ الرشيد كتاب عيسى بن جعفر كتب (4) إلى السندي بن شاهك أن يتسلم

(١) في (أ): أو لأسرحت، وفي (د): لسرحت.
(٢) انظر الإرشاد للشيخ المفيد: ٢ / ٢٤٠ ففيه يورد نص كتاب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول له " قد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي، وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدة، فما وجدته يفتر عن العبادة ووضعت من يسمع منه ما يقول في دعائه فما دعا عليك ولا علي ولا ذكرنا في دعائه بسوء، وما يدعو لنفسه إلا بالمغفرة والرحمة، فإن أنت أنفذت إلي من يتسلمه مني وإلا خليت سبيله فإنني متحرج من حبسه ".
وقريب من هذا في مقاتل الطالبيين: ٤١٥ و ٤١٦ ولكن بشكل مختصر، ومثله في الغيبة للطوسي:
٢١، والبحار: ٤٨ / ٢٣١ ح ٣٨، وإثبات الهداة: ٥ / ٥٢٠ ح ٣٧. وقال الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا: ١ / ٨٥ ح ١٠ والعلامة المجلسي في البحار: ٤٨ / ٢٢١ ح ٢٥، وابن شهرآشوب في المناقب:
٣
/ ٤٤٠ " فحبسه عيسى في بيت من بيوت المحبس الذي كان يحبس فيه واقفل عليه وشغله عنه العيد، فكان لا يفتح عنه الباب إلا في حالتين: حال يخرج فيها إلى الطهور، وحال يدخل إليه فيها الطعام.
(٣) انظر الإرشاد للشيخ المفيد: ٢ / ٢٤٠، و: ٣٣٢ ط آخر، البحار: ٤٨ / ١٠٧ و ١٠١ ح ٥، المناقب لابن شهرآشوب: ٣ / ٤٣٣، إحقاق الحق: ١٢ / ٣٠٤ و ٣٠٥، إعلام الورى: ٣٠٦، حلية الأبرار:
٢
/ ٢٥٣، الوسائل: ٤ / ١٠٧٤ ح ٨ و ٩، الخرائج والجرائح: ٤٦٣ وهنالك أدعية أخرى للإمام (عليه السلام) يقولها في سجوده منها: " قبح الذنب من عبدك فليحسن العفو والتجاوز من عندك " رواه الزمخشري في ربيع الأبرار: ٢٢٥ (مخطوط).
(٤) أعتقد أن الماتن اختصر المطلب والدليل على ذلك أن الرشيد صير الإمام (عليه السلام) إلى بغداد وسلمه إلى الفضل بن الربيع فبقي عنده مدة طويلة فأراده الرشيد على شيء من أمره فأبى، فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل بن يحيى فتسلمه منه وجعله في بعض حجر داره ووضع عليه الرصد، وكان (عليه السلام) مشغولا بالعبادة...
فوسع عليه الفضل بن يحيى وأكرمه فاتصل ذلك بالرشيد وهو بالرقة - مدينة مشهورة على الفرات وهي الآن إحدى مدن سوريا، كما جاء في معجم البلدان: ٣ / ٥٩ - فكتب إليه ينكر عليه توسعته على موسى ويأمره بقتله، فتوقف عن ذلك ولم يقدم عليه، فاغتاظ الرشيد لذلك ودعا مسرورا الخادم وقال له:
اخرج على البريد وادخل من فورك على موسى بن جعفر فإن وجدته في دعة ورفاهية فأوصل هذا الكتاب إلى العباس بن محمد ومره بامتثال ما فيه. وسلم إليه كتابا آخر إلى السندي بن شاهك يأمره بطاعة العباس بن محمد....
وفعلا تم ذلك وخرج الرسول يركض إلى الفضل بن يحيى فركب معه وخرج مشدوها دهشا حتى دخل على العباس فدعا العباس بسياط وعقابين وأمر بالفضل فجرد وضربه السندي بين يديه مائة سوط وخرج متغير اللون.... وكتب مسرور بالخبر إلى الرشيد فأمر بتسليم موسى (عليه السلام) إلى السندي بن شاهك....
انظر الإرشاد للشيخ المفيد: ٢ / ٢٤٠ - ٢٤١ مقاتل الطالبيين لأبى فرج الأصبهاني: ٤١٦، الغيبة للطوسي: ٢١، البحار: ٤٨ / ٢٣١ ح ٣٨، إثبات الهداة: ٥ / ٥٢٠ ح ٣٧، حلية الأبرار للمحدث البحراني: ٢ / ٢٥٦، مدينة المعاجز: ٤٥٢ ح ٣٨، المناقب لابن شهرآشوب: ٣ / ٣٢٤، روضة الواعظين للفتال النيسابوري: ٢٦٠، كشف الغمة: ٢ / ٢٣٠، نور الأبصار للشبلنجي: ٣٠٦، الاتحاف بحب الأشراف للشبراوي: 150، الصواعق المحرقة: 122.
(٩٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 949 950 951 952 953 954 955 956 957 958 959 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الثاني: في ذكر الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) 685
2 فصل: في نسبه، وكنيته، ولقبه، وصفاته الحسنة 692
3 فصل: فيما ورد في حقه (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 697
4 فصل: في علمه (عليه السلام) 702
5 فصل: في عبادته وزهادته (عليه السلام) 705
6 فصل: في جوده وكرمه (عليه السلام) 707
7 فصل: في شيء من كلامه (عليه السلام) 710
8 فصل: في ذكر طرف من أخباره (عليه السلام) ومدة خلافته 713
9 فصل: في ذكر وفاته ومدة عمره وإمامته (عليه السلام) 734
10 فصل: في ذكر أولاده (عليه السلام) 742
11 الفصل الثالث: في ذكر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) 753
12 فصل: في ذكر نسبه وكنيته ولقبه (عليه السلام) 755
13 فصل: فيما ورد في حقه (عليه السلام) من جهة النبي (صلى الله عليه وآله) 756
14 فصل: في علمه وشجاعته وشرف نفسه وسيادته (عليه السلام) 763
15 فصل: في ذكر كرمه وجوده (عليه السلام) 767
16 فصل: في ذكر شيء من محاسن كلامه وبديع نظامه (عليه السلام) 770
17 فصل: في ذكر مخرجه (عليه السلام) إلى العراق 776
18 فصل: في ذكر مصرعه ومدة عمره وإمامته (عليه السلام) 809
19 ذكر من قتل من أصحاب الحسين (عليه السلام) ومن أهل بيته ومواليه 842
20 فصل: في ذكر أولاده الكرام عليه وعليهم أفضل السلام 851
21 الفصل الرابع: في ذكر علي بن الحسين (عليهما السلام) 853
22 الفصل الخامس: في ذكر أبي جعفر محمد بن علي (عليهم السلام) 877
23 الفصل السادس: في ذكر أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) 907
24 الفصل السابع: في ذكر أبي الحسن موسى الكاظم (عليه السلام) 931
25 الفصل الثامن: في ذكر أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) 965
26 ذكر ولاية العهد من المأمون لعلي بن موسى الرضا (عليه السلام) 1005
27 الفصل التاسع: في ذكر أبي جعفر محمد الجواد بن علي الرضا (عليهما السلام) 1033
28 الفصل العاشر: في ذكر أبي الحسن علي المعروف بالعسكري (عليه السلام) 1061
29 الفصل الحادي عشر: في ذكر أبي محمد الحسن الخالص بن علي العسكري (عليه السلام) 1077
30 الفصل الثاني عشر: في ذكر أبي القاسم محمد 1095
31 علامات قيام القائم ومدة أيام ظهوره (عليه السلام) 1123
32 الفهارس 1137
33 فهرس الآيات 1139
34 فهرس الأحاديث الشريفة 1157
35 فهرس الأسماء و الكنى و الألقاب 1205
36 فهرس المذاهب والفرق 1323
37 فهرس الجماعات والقبائل والأقوام 1327
38 فهرس الأماكن والبلدان 1335
39 فهرس الحوادث والغزوات والحروب والوقائع 1349
40 فهرس الأشعار 1353
41 فهرس المنابع والمآخذ 1369