الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ٦٩٧
فصل فيما ورد في حقه (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذا فصل أصله مقصود وفضله مشهود، فإنه جمع بين أشتات الإشارات النبوية والأقوال والأفعال الطاهرة الزكية، فمن ذلك ما اتفق أهل الصحاح على إيراده وتطابقوا على صحة إسناده.
وروى الحافظ عبد العزيز الأخضر الجنابدي بسنده مرفوعا إلى (1) سفيان بن الحارث الثقفي قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحسن بن علي (عليهما السلام) إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه [مرة] أخرى، ويقول: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين (2).

(١) في (ب): عن وكذلك في المصدر.
(٢) انظر معالم العترة النبوية للجنابذي (مخطوط): ورق ٦١، كشف الغمة: ١ / ٥١٩، وقريب من هذا في المناقب لابن شهرآشوب: ٣ / ١٨٥ عن أبي هريرة وبريدة بلفظ: رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) يخطب على المنبر ينظر إلى الناس مرة وإلى الحسن مرة وقال: إن ابني هذا سيصلح الله به بين فئتين من المسلمين. وانظر البحار: ٤٣ / ٢٩٨ و ٢٩٣ و ٣١٧ / ٦٢ و ٦١، وإعلام الوري: ٢١١، العدد القوية مخطوط: ورق ٦، الإصابة: ١ / ٣٣٠، مسند أحمد: ٥ / ٥١ و ٤٤ و ٣٨، العقد الفريد: ١ / ١٦٤، تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر: ٤ / ٢٠٢، البخاري: ٢ / ١١٨، و: ٤ / ١٤١ و ٢١٦، سنن النسائي: ٣ / ١٠٧، سنن أبي داود: ٢ / ٢٨٥، و: ٣ / ١١٨، سنن الترمذي: ٥ / ٣٢٣ / ٣٨٦٢، محاسن البيهقي: ٥٥.
وانظر فضائل الخمسة: ٢٩٠ - ٢٩٣، مستدرك الحاكم: ٣ / ١٦٩ و ١٧٥ يروي المضمون السابق بإسناد مختلف وفيه: بين فئتين عظيمتين من المسلمين، الاستيعاب: ١ / ٣٨٤، البداية والنهاية: ٨ / ٩، صحيح الترمذي: ٢ / ٣٠٦ عن أبي بكرة، أسد الغابة: ٢ / ١١، حلية الأولياء: ٢ / ٣٥، تاريخ بغداد:
٣
/ ٢١٥، و: ٨ / ٢٦، كنز العمال: ٦ / ٢٢٢، و: ٧ / ١٠٤، ذخائر العقبى: ١٢٥، مجمع الزوائد:
٩
/ ١٧٨، الصواعق المحرقة: ١٩٢ ب ١١ فصل ٣، ينابيع المودة: ٢ / ٤٢ و ٤٨١ و ٣٦ ط أسوة، البدء والتاريخ: ٥ / ٢٣٨، دلائل الإمامة: ٦٤.
ولا نريد التعليق على هذا الحديث بل نقول: إن هذا اللفظ " بين فئتين من المسلمين عظيمتين " كيف يوجهها أصحاب الرأي والسداد في حالة المقارنة بين قوله (صلى الله عليه وآله) حول ريحانة الإمام الحسن (عليه السلام): إن ابني هذا سيد، وقوله (صلى الله عليه وآله): وإن الحسنين خير الناس جدا وجدة وأبا وأما، وقوله (صلى الله عليه وآله): إن الحسن والحسين سبطا هذه الأمة، وقوله (صلى الله عليه وآله): إن الله زين الجنة بالحسن والحسين، وقوله (صلى الله عليه وآله): إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وقوله (صلى الله عليه وآله): إن الحسنين عضوان من أعضائه، وغير ذلك كثير وبين قوله (صلى الله عليه وآله): إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه... كما ذكر ذلك صاحب ميزان الاعتدال: ٢ / 7 و 129، وتهذيب التهذيب لابن حجر: 5 / 110، و: 7 / 324، و: 8 / 74 وبلفظ ابن عيينة " فارجموه " وكنوز الحقائق: 9، وابن سعد في الطبقات: 4 / 136 ق 1، وكذلك الحديث الذي أوردناه سابقا: ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، وكذلك تأسف عبد الله بن عمر بن الخطاب أنه لم يقاتل الفئة الباغية وتأسف عبد الله بن عمرو بن العاص على أنه كان مع الفئة الباغية؟؟! ومع هذا كله يطلقون لفظة " المسلمين " على معاوية وأصحابه، وبالتالي فإن لفظ " المسلم " كما يطلق على المؤمن فكذلك يطلق على المنافق والباغي وغير ذلك من الفرق المنتحلة للإسلام.
وكيف يفسرون جريان واشتعال واشتداد نيران الحرب ويهلك فيها أكثر المسلمين ويفنى أهل الحق ويقهرون ويسيطر أهل الباطل ويهتكون؟ لا أدري، ولكن نقول: ان هذه الزيادة كما يقول العلامة جعفر مرتضى العاملي في كتابه الحياة السياسية للإمام الحسن (عليه السلام): 13 في الهامش ونحسب أنها - أي الزيادة في الحديث - من تزيد الرواة، من أجل هدف سياسي خاص هو إثبات الإيمان والإسلام للخارجين على إمام زمانهم، ولعل أول من زادها معاوية بن أبي سفيان نفسه كما تدل علية قصة ذكرها المسعودي، وفيها إشارة صريحه للهدف السياسي المشار إليه، قال في مروج الذهب: 2 / 430: إن معاوية حينما أتاه البشير بصلح الحسن كبر، فسألته زوجته عن سبب ذلك فقال: أتاني البشير بصلح الحسن وانقياده، فذكرت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان ابني هذا سيد أهل الجنة، وسيصلح به بين فئتين عظيمتين من المؤمنين، فالحمد لله الذي جعل فئتي احدى الفئتين، انتهى.
(٦٩٧)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (4)، عبد العزيز (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبى عليهما السلام (2)، كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى (1)، معاوية بن أبي سفيان لعنهما الله (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب العدد القوية لعلي بن يوسف الحلي (1)، كتاب صحيح الترمذي (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، أبو هريرة العجلي (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ذخائر العقبى (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، صلح (يوم) الحديبية (2)، إبن عساكر (1)، عبد الله بن عمرو بن العاص (1)، ابن شهرآشوب (1)، دمشق (1)، الباطل، الإبطال (1)، القتل (3)، الزوجة (1)، الحرب (1)، النفاق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 692 693 694 695 696 697 698 699 700 701 702 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الثاني: في ذكر الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) 685
2 فصل: في نسبه، وكنيته، ولقبه، وصفاته الحسنة 692
3 فصل: فيما ورد في حقه (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 697
4 فصل: في علمه (عليه السلام) 702
5 فصل: في عبادته وزهادته (عليه السلام) 705
6 فصل: في جوده وكرمه (عليه السلام) 707
7 فصل: في شيء من كلامه (عليه السلام) 710
8 فصل: في ذكر طرف من أخباره (عليه السلام) ومدة خلافته 713
9 فصل: في ذكر وفاته ومدة عمره وإمامته (عليه السلام) 734
10 فصل: في ذكر أولاده (عليه السلام) 742
11 الفصل الثالث: في ذكر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) 753
12 فصل: في ذكر نسبه وكنيته ولقبه (عليه السلام) 755
13 فصل: فيما ورد في حقه (عليه السلام) من جهة النبي (صلى الله عليه وآله) 756
14 فصل: في علمه وشجاعته وشرف نفسه وسيادته (عليه السلام) 763
15 فصل: في ذكر كرمه وجوده (عليه السلام) 767
16 فصل: في ذكر شيء من محاسن كلامه وبديع نظامه (عليه السلام) 770
17 فصل: في ذكر مخرجه (عليه السلام) إلى العراق 776
18 فصل: في ذكر مصرعه ومدة عمره وإمامته (عليه السلام) 809
19 ذكر من قتل من أصحاب الحسين (عليه السلام) ومن أهل بيته ومواليه 842
20 فصل: في ذكر أولاده الكرام عليه وعليهم أفضل السلام 851
21 الفصل الرابع: في ذكر علي بن الحسين (عليهما السلام) 853
22 الفصل الخامس: في ذكر أبي جعفر محمد بن علي (عليهم السلام) 877
23 الفصل السادس: في ذكر أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) 907
24 الفصل السابع: في ذكر أبي الحسن موسى الكاظم (عليه السلام) 931
25 الفصل الثامن: في ذكر أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) 965
26 ذكر ولاية العهد من المأمون لعلي بن موسى الرضا (عليه السلام) 1005
27 الفصل التاسع: في ذكر أبي جعفر محمد الجواد بن علي الرضا (عليهما السلام) 1033
28 الفصل العاشر: في ذكر أبي الحسن علي المعروف بالعسكري (عليه السلام) 1061
29 الفصل الحادي عشر: في ذكر أبي محمد الحسن الخالص بن علي العسكري (عليه السلام) 1077
30 الفصل الثاني عشر: في ذكر أبي القاسم محمد 1095
31 علامات قيام القائم ومدة أيام ظهوره (عليه السلام) 1123
32 الفهارس 1137
33 فهرس الآيات 1139
34 فهرس الأحاديث الشريفة 1157
35 فهرس الأسماء و الكنى و الألقاب 1205
36 فهرس المذاهب والفرق 1323
37 فهرس الجماعات والقبائل والأقوام 1327
38 فهرس الأماكن والبلدان 1335
39 فهرس الحوادث والغزوات والحروب والوقائع 1349
40 فهرس الأشعار 1353
41 فهرس المنابع والمآخذ 1369