سماها اليسيرية (1) بثلاثين ألف دينار، فخرج الرشيد في تلك السنة يريد الحج وبدأ بدخوله إلى المدينة، فلما أتاها (2) استقبله موسى بن جعفر في جماعة من الأشراف، فلما دخلها واستقر ومضى كل إلى سبيله ذهب موسى على جاري عادته إلى المسجد وأقام الرشيد إلى الليل وصار (3) إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله إني أعتذر إليك من أمر (4) أريد أن أفعله وهو أن احبس (5) موسى بن جعفر (عليه السلام) فإنه يريد التشتيت (6) بين أمتك وسفك دمائهم (7) (8)، وإني أريد حقنها.
ثم خرج فأمر به فأخذ من المسجد ودخل (9) به إليه فقيده في تلك الساعة واستدعى بقبتين (10) فجعل كل واحدة منهما على بغل فجعله في إحدى القبتين