الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ١٠٣٣
الفصل التاسع في ذكر أبي جعفر محمد الجواد بن علي الرضا (عليهما السلام) وهو الإمام التاسع (1) وتاريخ ولادته ومدة إمامته ومبلغ عمره وحين وفاته وعدد أولاده وذكر نسبه وكنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به قال صاحب كتاب مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: هو أبو جعفر محمد (2)
(١) تقدمت استخراجات الأحاديث الواردة على النص بأسمائهم وعددهم من قبل الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم (صلى الله عليه وآله) والأئمة من بعده (عليهم السلام). ونذكر هنا بعض النصوص التي تشير إلى الإمام الجواد (عليه السلام) من أول ولادته بل قبل ولادته من قبل جده وأبيه إلى ما بعد ولادته (عليه السلام) حتى استشهاده (عليه السلام) نذكرها على سبيل المثال لا الحصر.
فقد ورد في الكافي: ١ / ٣١٣ ح ١٤ و ١٦، وإعلام الورى: ٣١٧ و ٣٢٠، وكشف الغمة: ٢ / ٢٧٢، وإثبات الهداة: ٥ / ٤٧٤ ح ١٨، وحلية الأبرار: ٢ / ٣٧٥ و ٣٨٩، والغيبة للطوسي: ٢٧، ٢٤، والإمامة والتبصرة: ٧٧ و ٢٠ ح ١، وعيون أخبار الرضا: ١ / ٢٣ ح ٩، و ٣٢ ح ٢٩، والبحار: ٤٨ / ١٢ ح ١، و:
٤٩ / ١١ ح ١، و: ٥٠ / ٢٥ ح ١٧، والوافي: ٢ / ٣٦١ ح ١٥، ورجال الكشي: ٥٠٨ ح ٩٨٢، والإرشاد للشيخ المفيد: ٣٤٤، و: ٢ / ٢٧٤ وما بعدها ط آخر.
عن يزيد بن سليط قال: قال لي أبو إبراهيم (عليه السلام) إني أؤخذ في هذه السنة، والأمر هو إلى ابني علي سمي علي وعلي، فأما علي الأول فعلي بن أبي طالب وأما الآخر فعلي بن الحسين (عليه السلام)، أعطي فهم الأول وحلمه ونصره ووده ودينه ومحنته، ومحنة الآخر وصبره على ما يكره وليس له أن يتكلم إلا بعد موت هارون بأربع سنين. ثم قال لي: يا يزيد: وإذا مررت بهذا الموضع ولقيته وستلقاه فبشره أنه سيولد له غلام أمين، مأمون، مبارك، وسيعلمك أنك لقيتني، فأخبره عند ذلك أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية جارية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأم إبراهيم، فإن قدرت أن تبلغها مني السلام فافعل. قال يزيد فلقيت بعد مضي أبي إبراهيم (عليه السلام) عليا فبدأني فقال لي... فانطلقنا إلى مكة فاشتراها - أي الجارية - في تلك السنة، فلم تلبث إلا قليلا حتى حملت فولدت ذلك الغلام....
وعن محمد بن الحسن... عن ابن سنان قال دخلت على أبي الحسن موسى (عليه السلام) من قبل أن يقدم العراق بسنة وعلي ابنه جالس بين يديه فنظر إلي فقال: يا محمد، أما إنه سيكون في هذه السنة حركة، فلا تجزع لذلك... وساق الحديث إلى أن قال: قلت: ومن ذاك؟ قال: محمد ابنه، قال: قلت: له الرضا والتسليم. فانظر المصادر السابقة، وإثبات الهداة للحر العاملي: ٦ / ١٠ ح ١٨.
وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه سئل: أتكون الإمامة في عم أو خال؟ فقال: لا، فقلت: ففي أخ؟ قال: لا، قلت ففي من؟ قال: في ولدي، وهو يومئذ لا ولد له....
انظر المصادر السابقة كالكافي: ١ / ٢٨٦ ح ٣، والإمامة والتبصرة: ٥٩ ح ٤٦، وكفاية الأثر: ٢٧٤، وإثبات الهداة: ١ / ١٦٣ ح ٤٥. وعن الحسين بن يسار قال: استأذنت أنا والحسين بن قياما على الرضا (عليه السلام) في صريا - قرية تبعد ثلاثة أميال عن المدينة أسسها موسى بن جعفر (عليهما السلام) - فأذن لنا، فقال:
افرغوا من حاجتكم، فقال له الحسين: تخلو الأرض من أن يكون فيها إمام؟ فقال لا، قال: فيكون فيها اثنان؟ قال: لا، إلا وأحدهما صامت لا يتكلم، قال فقد علمت أنك لست بإمام، قال: ومن أين علمت؟
قال: إنه ليس لك ولد، وإنما هي في العقب. قال: فقال له: فوالله لا تمضي الأيام والليالي حتى يولد لي ذكر من صلبي يقوم مثل مقامي، يحق الحق ويمحق الباطل.
انظر رجال الكشي: ٥٥٣ ح ١٠٤٤، البحار: ٥٠ / ٣٤ ح ١٩، ومثله في الكافي: ١ / ٣٢١ ح ٧، والإرشاد: ٣٥٨، و: ٢ / ٢٧٧ ط آخر، وقريب منه في الكافي: ١ / ٣٢٠ ح ٥، والمناقب لابن شهرآشوب: ٣ / ٤٤٩، وكشف الغمة: ٢ / ٣٥٢، وإعلام الورى: ٣٤٦، وإثبات الهداة: ٦ / ٣١ ح ٣، وحلية الأبرار: ٢ / ٤٢٩، والغيبة للطوسي: ٢٤ وغيرهم بلفظ " عن البزنطي قال: قال ابن النجاشي: من الإمام بعد صاحبك؟ فأشتهي أن تسأله حتى أعلم، فدخلت على الرضا فأخبرته. قال: فقال لي: الإمام ابني، ثم قال: هل يجترئ أحد أن يقول ابني وليس له ولد؟ ولم يكن ولد أبو جعفر (عليه السلام) فلم تمضي الأيام حتى ولد (عليه السلام).
وانظر الخرائج والجرائح: ١ / ٣٨٥ ح ١٤، مدينة المعاجز: ٤٨٣ ح ٥٥، الثاقب في المناقب: ٤٣١، فرائد السمطين: 2 / 337 ح 591.
كل هذه المصادر السابقة واللاحقة تنص على إمامته بعد أبيه الإمام الرضا (عليه السلام) ولذا عبر عنه المصنف (رحمه الله) بالإمام التاسع.